**لأول مرة منذ محاولتي تحليل مباريات الأهلي، أقف عاجزا محتارا من أين أبدأ بعد مباراة ما!
لقاء الأهلي وبيراميدز نستطيع أن نطلق عليه أم الغرائب والعجائب، ذلك أن ما حدث اليوم على استاد الدفاع الجوي غير قابل للتصديق وإن كان المسئول الاول عن هذه الملهاة الساخرة المشينة في تاريخ الأهلي العظيم هو الخواجة كولر الذي يفقد عقله عندما يواجه موقفا صعبا بعد ان خدعنا جميعا الفترة الماضية وحاول ان يقدم نفسه كخليفة شرعي للعظبم جوزيه وهو أبعد ما يكون عن ذلك ..
**يتحمل أيضا جزءا من المسئولية الخطيب -شفاه الله- الذي ترك كولر يعبث في أرجاء النادي وانقلب لديكتاتور يفاجئنا بالصمت الرهيب أو التدخل غير المبرر،فيرتكب أخطاءا لا يرتكبها أصغر فرد من الجمهور فأصبح فريسة سهلة للمديرين الفنيين للفرق الاخري (سواء اجانب أو مصريين) و”علموا عليه” في نتائج لا تليق باسم النادي الأهلي، أضيفت لسجلهم ، وأصبح الجميع يتندر أو ينتظر سقوط الأهلي الذي علينا ألا نسكت عنه بعد الآن ونطالب -نحن الجماهير- ألا تخدعهم مجددا تلك اللفتة التي رأيناها بعد نهاية المباراة وحاول فيها اللاعبون بيع الوهم للجماهير بالذهاب إليهم في مدرجات التالتة شمال ، في حين شاهدنا مدرجا كاملا من التشجيع النسائي لبيراميدز وبدت جماهيرهم فعالة في تجاوز أزمة طرد مهند لاشين الذي تحول لجزار خلال المباراة مما اضطر الحكم الهولندى لطرده بعد إنذارين على التوالي
**ورغم أن المباراة كانت حماسية في بعض الأوقات واحتفظ الأهلي -كالعادة-بالاستحواذ الخادع وضاعت ٣ فرص مؤكدة من إمام ووسام والشحات من مرتدات خطيرة لمجرد ذر الرماد في العيون.
**في حين كشف المدرب الكرواتي لبيراميدز فشل كولر وقلة حيلته وابتسم عندما وجد أن تغيير الاهلي في مباراة بهذا الحجم يسعى الاهلي لتصحيح الاوضاع وإيقاف بيراميدز عن الزحف للدرع الاول ، نزول الناشيء محمد عبد الله بعد التغييرات الاضطرارية للإصابة!!
**قرأ المدرب الكرواتي ذلك ببراعة ووجد أن الفرصة سانحة رغم أنه يلعب ناقصا فانتظر قليلا حتى انتهى كولر من تغييراته غير الموفقة، فدفع بتغييرات متتالية في الهجوم أولا ثم الدفاع فكانت النتيجة الطبيعية أن سقطت مقاومة محمد الشناوي البطولية ودفاعه الباسل عن مرماه بهدف في الدقيقة ٨٥ بقدم محمد الشيبي صاحب الأزمة مع حسين الشحات من قبل..
ووقف يحتفل بالانتقام الأليم مع فريقه بأكمله واستمرت تغييرات الكرواتي هجوما ودفاعا سعيا نحو الهدف الثاني وتفككت خطوط الأهلي وتحولت إلى خيوط عنكبوتية متهاوية أو هزيلة، لولا ان رأت عدالة السماء ألا يصاب جماهير الأهلي بمقتل مرتين في مباراة واحدة ، فسجل قبل صفارة الحكم مباشرة أحمد رضا القادم الجديد،هدفا جميلا، حرم بيراميدز من الفوز الرسمي وأتاح الفرصة للاعبين للاحتفال المزيف الذي شهدناه في المدرجات وغطى على مشاجرة نأمل ان نعرف سببها بين الخواجة الكرواتي وسىء الحظ إمام عاشور
**وهكذا تبدو الآفاق مليئة بالسعادة لبيراميدز الذي صعد بأعجوبة لنصف نهائي إفريقيا وانتعشت آماله في الدوري رغم إصابة إبراهيم عادل ورمضان صبحي واقترب الدوري الأول قادما على طبق من ذهب ليتفرغ للنزال الافريقي ومن المحتمل أن يكون لقاءا جديدا مع الاهلي في النهائي إذا فاز كل منهما على منافسه من جنوب افريقيا .
**مهما حدث بعد ذلك، فالتبرير مرفوض حيث لمس الجميع في استديوهات التحليل أيضا، كيف ان الخواجة أصبح فاقدا للصلاحية وأن استمراره أصبح خطرا على مستقبل فريق الكرة بالأهلي لأنه كما ألمح أحد نجوم التحليل البارزين (أنه يحب ويكره) ويستخدم ذلك سلاحا ينهي به تواجد لاعبين مهمين في الأهلي وحدث ذلك بالفعل، رغم تحذيرات كتبت هنا وهناك ..
**أعلم أن كابتن الخطيب مريض لكنه الفارس الأول- في نظر الجماهير- لإنقاذ كرة القدم ومستقبلها في نادينا العريق ونأمل أن يحسم مسألة رحيل الخواحة كولر بعد أن انكشف المستور ، وقد كنت واحدا من المدافعين عنه في أكثر من موقف، ولكن كارثة اليوم جاءت تشير بوضوح أن الخواجة السويسري هو الأب الشرعي لكل ما حدث للأهلي من سلبيات في الموسمين الماضيين مما دفع به إلى التوتر والفشل وهو ما صرنا نراه بالعين المجردة الآن…
لقرار صعب جدا يا بيبو لكنه مطلوب للإنقاذ!
صالح إبراهيم
