إعلان قهوة نسكافيه الباردة، تحت شعار “بكيفي” وبنسخ صوتية متعددة اللهجات العربية، نموذج مستفز جداً.
الإعلان ظاهرياً هدفه تسويق منتج جديد في سوق القهوة السريعة القهوة المثلجة المعلبة (وإن مكنش ده منتج جديد أوي يعني، سبقوهم حريفة صناع قهوة كتير) ، لكن ضمنياً هم بيقدموا مفهوم التجديد والخروج عن المألوف، لكن بطريقة تقديم مستفزة!
إلا أن اللافت في الإعلان ده هو التركيز على رد الفعل اللفظي “بكيفي” كاستجابة لسؤال موجه، هو رد بيرده أبطال الإعلان في مواقف حياتيه مختلفه، مثلاً اللي هو ينفع تعمل كذا وكذا، فا يبقى الرد “بكيفي”!
كلمة “بكيفي” لها دلالات متعددة تتجاوز معناها اللغوي المباشر. فهي تشير ضمنياً كده إلى الاستقلالية في الاختيار، وعدم التقيد بالمعايير التقليدية، وجايز كمان دعم نوع من التحرر الفردي.
بس التوظيف اللغوي ده، بيقدم مشكلة على مستوى القيم الثقافية والاجتماعية. عناصر الإعلان كله بتوظف استخدام كلمة “بكيفي” على أنه تعبير عن اللامبالاة، أو حتى عدم الاحترام تجاه الطرف الآخر، أنا مشفتهاش غير كده!
وكأن الإعلان بيربط الأسلوب ده من الرد بمُنتج استهلاكي يستهدف فئة الشباب بشكل أساسي.
طب انتوا عايزين توصلوا لإيه؟
إنت كا مُعلن بتروج لقيم فردية غير منضبطة، فيها إهمال واضح لأهمية الحوار والتفاعل الاجتماعي القائم على الاحترام المتبادل.
ومش بس كده ، لأ الإعلان ده هو هو معمول بنسخ صوتية متعددة اللهجات العربية، يعني انت بتوسع إنتشار الفكره دي في أوساط الشباب العربي عموماً؟
تقييمي للإعلان والفكره، إن إعلان نسكافيه “بكيفي” يتجاوز كونه مجرد حملة ترويجية لمُنتج. و ده بيقدم لنا نموذج إنه إزاي يتم تضمين الخطاب الإعلاني لقيم ثقافية ضمنية، قد تكون سلبية جداً، واللي بيكون لها تأثيرات غير مباشرة على تصورات وسلوكيات الجمهور المستهدف.
يعني إيه الكلام ده؟
يعني الإعلان مبقاش إعلان لمُنتج فقط، لأ هو بيوجه رسائل ضمنية، مختفية في أسلوب وعناصر العرض و التقديم، لتحقيق أهداف تانيه خالص، غير بس الإعلان عن المنتج.
