كتب – إبراهيم احمد
جاءت تصريحات وزيرة الاستثمار السابقة خلال الحلقة النقاشية الخاصة باستطلاع الشباب العربي السنوي العاشر الذي تنظمه شركة “أصداء بيرسون- مارستيلر”، و قد بدأ فى 2008 و يعد المسح الاشمل فى منطقة الشرق الأوسط و يهدف الى تزويد الحكومات و الشركات و المجتمع المدنى برؤى تفصيلية عن آمال و تطلعات و مخاوف الشباب العربى. يعد “استطلاع أصداء بيرسون-مارستيلر لرأي الشباب العربي“المسح الأشمل من نوعه لشريحة الشباب وهي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط حيث تشكل 60٪ من إجمالي عدد السكان في البلاد العربية. استند المسح إلى 3500 مقابلة وجهاً لوجه مع رجال ونساء عرب في بلاد من المغرب ومصر ووصولا إلى الأردن والمملكة العربية السعودية. على شباب تتراوح اعمارهم بين 18-24 عاما في 16 دولة عربية .
وجاءت مشاركة وزيرة الاستثمار السابقة كواحدة من المتحدثين الأربعة الرئيسيين في حلقة النقاش الخاصة بالاستطلاع، الذي يعد الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، ويعقد في دبي.
ومن بين هؤلاء المشاركين، معالى وزيرة الدولة الإماراتية للتعاون الدولي ريم الهاشمي، والسفير السابق للمملكة المتحدة توم فليتشر، والمدير العام لقناة العربية الإخبارية تركي الدخيل.
لاحظت وزيرة الاستثمار السابقة في استطلاع أصداء بيرسون – مارستيلر لرأي الشباب العربي 2018، فرقاً جوهرياً بين نظرة الشباب إلى عالمهم ومستقبلهم وماضيهم القريب، وبين الفئات العمرية الأكبر سنا، قالت وزيرة الاستثمار السابقة:” لنتحدث بوضوح، الشباب العربي، واعٍ لما يجري حوله ربما بصورة لم يكن الأكبر سنا يتوقعونها، إنهم مدركون لعصرهم، ويتعاملون بهذه الروح، لكن إذا أردنا أن نتحدث إلى الشباب يجب أن ننصت جيداً لأفكارهم وأحلامهم، يجب أن نتفهم أن طبيعة تفكيرهم – وهم يمثلون المستقبل – تتضمن مبادئ التطوير و التنمية، ويجب أيضاً أن ندرك أن لدينا شباباً تقبل الأخطاء ويرغب في المضي قدماً على طريق الأمل والتنمية”.
وعلقت وزيرة الاستثمار السابقة أن الاهتمام الذي يبديه الشباب العربي بالتعليم وفرص العمل وجهود مكافحة الإرهاب انه “مطمئن للغاية ويعبر عن مدى وعيهم وحرصهم على مستقبلهم”.
وأوضحت الوزيرة السابقة :”كي تسير المنطقة في الاتجاه الصحيح، نحتاج لاتخاذ إجراءات شجاعة في مجالات التوظيف والتعليم والقضاء على الفساد ومحاربة الإرهاب، وحسب نتائج الاستطلاع، فإن الشباب يدركون فعلاً أن هزيمة الإرهاب وخلق الوظائف وإصلاح التعليم ومحاربة الفساد، يجب أن تكون قاطرة تحرك المنطقة نحو بر الأمان. لدينا جيل يعي تحدياته بدقة، ويؤمن أن مواجهتها مباشرة هو الحل الوحيد لمستقبلٍ أفضل”.
وتابعت:”هناك أيضاً نقطة أخرى، شديدة الأهمية، حيث يتجه رواد الأعمال العرب المستقبليون من الشباب إلى قطاع التكنولوجيا، هذه حقائق تمثل هذا الجيل، حيث ينظر الشباب إلى الثورة الرقمية باعتبارها التطور الأهم الذي شكل المنطقة خلال العقد الماضي، وتستقر التكنولوجيا كأعلى قطاع يرغب رواد الأعمال الشباب في الاستثمار فيه”
و قالت الوزيرة السابقة :”الشباب أسرع منا بكثير فى التكنولوجيا ، هذا عالمهم بحق وهم بحاجة للتواصل المستمر مع التغيرات التكنولوجية الهائلة، فبينما نحن نبدأ التعلم، تتحول تكنولوجيا الأمس إلى جزء من الماضي، لذلك يجب دمج الشباب في الوظائف ذات الصلة بالتكنولوجيا، ويجب أن ينتظموا في عمليات تدريب مستمرة، لمعرفة ما هو جديد”
وذكرت وزيرة الاستثمار السابقة أن “التكنولوجيا الرقمية تسير بشكل سريع جدا و هى ركيزة اساسية لريادة الأعمال و النمو الاقتصادي”. او أكدت ان لشباب حريص على مواكبة العالم من حيث السرعة و المرونة وعلى صناع القرار البقاء على يقظة تجاه تلك التغييرات التي يحركها الابتكار والتطور السريع للتكنولوجيا لنكون قادرين على المنافسة في الأسواق العالمية”.
وحول وضع مصر ونظرة الشباب إلى المستقبل، قالت الوزيرة:”بصفتي وزيرة سابقة للاستثمار، أقول لكم بوضوح، الجميع في مصر على موجة واحدة نحو فتح آفاق الاستثمار، والجميع منشغل مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطوات نشطة تعمل بلا كلل في كافة الاتجاهات تقريباً، سواء عن طريق تعزيز المرافق المصرفية، أو تسريع عمليات إنشاء الشركات الصغيرة والمتوسطة، أو غيرها من الخطوات التي تسابق الزمن لإحداث تحول مهم مثل التحول الرقمي، فلدينا في مصر 49 مليون مستخدم للانترنت، تقريبا نحو نصف سكان هذا البلد الكبير، مقارنة بـ 450 ألف مستخدم في 2010، هذه حقائق واضحة”
وركزت داليا خورشيد في حديثها على الجهود التي تبذلها مصر لخلق الوظائف للشباب، ودعم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز دور المرأة والشباب في القطاع الاقتصادي.
واختتمت داليا خورشيد، حديثها قائلة: “نحن بحاجة إلى أن نبقى على اتصال دائم مع العصر، نحتاج إلى معرفة أين يسير العالم، علينا تشجيع المواهب لدى الشباب، وأن نلهمهم أفكاراً وتحديات قيادية. نحن الآن في وضع أصبح فيه إيجاد سياسات لتحفيز النمو، ودعم التحول التكنولوجي، مسألة حاسمة لا تقبل التأجيل، أيضاً فإن مسألة أن يكون الشباب في المقدمة، ليست ترفا يمكن النقاش حوله، هذه مهمة مستقبل، والحقيقة أشعر بسعادة بالغة من نتائج الاستطلاع الذي أكد على أن شبابنا قد استوعب كل ما مر بهذه المنطقة من أحداث، وأنهم لم يستسلموا لمشاعر الإحباط، بل بالعكس، فالشباب – أكثر من غيرهم كما يظهر الاستطلاع- الأقدر على التمسك بالأمل، والبحث عن المستقبل بلغته وأدواته وطموحاته وقفزاته التكنولوجية التي لا تنتهي”.