علقت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية على إصدار البيت الأبيض اقتراحا رسميا بتخفيض الميزانيات المخصصة لتمويل عدد من برامج الرعاية الصحية، ومنها ميزانية التصدي لوباء الإيبولا التي كان الرئيس السابق باراك أوباما قد خصصها ، لافتة إلى أنه يأتي في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية ظهور المرض الفتاك من جديد في عدة مناطق في أفريقيا.
وقالت المجلة ـ في تقرير على موقعها الإلكتروني ـ “إن هذا الاقتراح يأتي بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني، وبالرغم من أن هاتين السياستين اللتين تبناهما ترامب لا تبدو أن هناك أي علاقة بينهما، لكنهما تشتركان في نفس التصميم الأساسي لترامب، وهو الإقدام على مخاطر كبيرة تتعلق بالأمن القومي الأمريكي لمجرد تفكيك ما أنجزه سلفه باراك أوباما”.
وأحال ترامب إلى الكونجرس في مرسوم أصدره بشأن برامج الرعاية الصحية طلب إلغاء 38 بند ميزانية أقرها الكونجرس في السابق لتوفير ما قيمته الإجمالية 15.4 مليار دولار أمريكي، ويريد من الكونجرس إدخالها على الميزانية الفيدرالية الحالية لعام 2018.
وأشارت المجلة إلى أنه من الناحية الإجرائية، يكون أمام الكونجرس 45 يوما للموافقة على إدخال هذا التعديل، أو إعادته بسبب استخدام أحد أعضاء المجلس للفيتو ضده، أو الإصرار على الحصول على مزيد من المبررات من البيت الأبيض لهذا الإجراء، منوهة بأن مبلغ 15.4 مليار دولار أمريكي الذي يرغب ترامب في ادخاره يمثل شريحة طفيفة من الموازنة الفيدرالية الأمريكية البالغة 4.1 تريليون دولار أمريكي، ولن يكون له تأثير يُذكر في حجم عجز الموازنة البالغ 440 مليار دولار، أي أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال القول بأن إجراءات ترامب تدفعها مسؤولية مالية أو الرغبة في خفض حجم العجز أو السعي من أجل ميزانية فيدرالية متوازنة.
ولفتت إلى أن دافع ترامب المعادي لولاية أوباما الذي يقف وراء هذه الإجراءات يتجلى في إلغاء أحد بنود الميزانية لتخفيض 252 مليون دولار أمريكي من التمويل الخاص بمواجهة الطوارئ في الميزانية الأمريكية، وهو المبلغ الذي تم تخصيصه عام 2015 في عهد أوباما خلال تفشي وباء الإيبولا في سراليون وليبيريا وغينيا والذي حصد أرواح أكثر من 11 ألفا و300 شخص.
وأضافت أن أوباما أدرك حينها أن الوباء الذي ظهر في غرب أفريقيا من الممكن أن يصبح أزمة تتعلق بالأمن القومي في بلاده، وطلب من الكونجرس تخصيص نحو مليار دولار أمريكي من بند تمويل مواجهة الطوارئ لمساعدة الدول الثلاث المنكوبة في مكافحة الفيروس ونشر أفراد من القوات أمريكية للمساعدة في عمليات المكافحة وتمويل مراكز مكافحة المرض والوقاية منه، وهي العمليات التي استمرت لما يزيد عن عام، وتم الاحتفاظ بالمبلغ المتبقي بعد انتهاء العمليات، وهو مبلغ 252 مليون دولار أمريكي في ميزانية 2018 لاستغلاله في بناء القدرات المحلية ولرصد أي ظهور مستقبلي للوباء في أنحاء إفريقيا والتصدي له.