بقلم: ايمي الحملي
المجتمع هو كل جماعة بشرية ارتضت بعادات وتقاليد ومواثيق وقوانين وأفكار محددة يعيش عليها أفراد هذه الجماعة ، ولذا فهناك مجتمع الأسرة ، ومجتمع القرية ومجتمع المدينة ومجتمع المحافظة ومجتمع الدولة بكاملها ، وهناك المجتمع العرب والمجتمع الإسلامي والمجتمع الدولي .
ومجموعة العادات والتقاليد والأفكار والمعارف والسلوكيات والقوانين والأعراف والدين التي تنتشر في المجتمع هو مانطلق عليه كلمة الثقافة ، وبالتالي فالثقافة هي المظهر الحقيقي لكل مجتمع ، ولا نستطيع أن نحكم على مجتمع بالتقدم أو التخلف إلا من خلال ثقافته ، تلك الثقافة التي تؤثر إيجابا أو سلبا في حركة المجتمع ، وسير عجلة الحياة فيه .
فمثلا العادات والتقاليد التي تكون سببا في تخلف المجتمع لابد من تعديلها ، وكذا الأفكار الهدامة ، والخطير في مجتمعنا الحالي ذلك التقليد الأعمى للثقافة المستوردة ، مما جعل الشخصية العربية مشوهة ، وكانت النتائج حروبا متصلة ، وقتلا مستمرا ، وتدميرا في بنية المجتمع العربي ، فالأطفال يموتون في اليمن وليبيا والصومال وسوريا وغيرها من الدول العربية تحت مسميات الديمقراطية والحرية والثأر والعدالة ، وجميعها مسميات تدعو للحياة لا للموت .
وتقطع الرؤوس باسم الدين كما فعلت داعش في سوريا والعراق ، مما يجعل الفكر الديني منبوذا عند الصبية والشباب ، فتكون النتيجة ظهور مجموعات الإلحاد .
إن التصدي للثقافة الهدامة في مجتمعنا العربي هو الموضوع الأهم في هذه اللحظة من تاريخ أمتنا العربية ، وعلى القائمين بالفكر والثقافة ونشر الوعي الديني أن يعرفوا ذلك تماما ، فقد ظهرت ثقافة الانتحار للتخلص من الحياة ، بل وظهرت ثقافة قتل الأبناء في الطفولة لتخليصهم من عذابات الحياة .
هذا جرس للإنذار صوته مرتفع جدا فعلينا أن نتحمل المسئولية ، وعلى كل مثقف حقيقي وواع بما يدور في المجتمع العربي أن ينشر ثقافة العلم والعمل وحب الحياة لضمان سلامة المجتمع .
وإلى لقاء قريب بإذن الله تعالى.