من ضمن التوصيات التي أصدرها البيان الختامي لقمة قادة مجموعة العشرين، التي استمرت يومين في دولة البرازيل بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي على رأس وفد من بينهم المستشار عمرو مروان مدير مكتب رئيس الجمهورية والدكتور عبدالعاطي وزير الخارجية والسفير راجي الإتربي، الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية في مجموعة العشرين، من ضمن التوصيات فرض ضرائب على الأشخاص الأكثر ثراء وإطلاق تحالف عالمي لمكافحة الجوع والفقر في العالم.
وفي لفتة إنسانية حانية والإحساس المرهف بجوعى وفقراء العالم، انبرى الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي سوف يغادر البيت الأبيض في يناير المقبل غير مأسوف عليه، في تقديم مساهمة وصفت بالتاريخية وهي التبرع بمبلغ 4 مليارات دولار لتدعيم البلدان الأكثر فقرًا وذلك على ثلاث سنوات، وفي نفس الوقت كشف مسئول أمريكي كبير أن هذه المساهمة غير ملزمة للإدارة الأمريكية الجديدة المقبلة برئاسة دونالد ترامب.
ونحن نتساءل: أين ذهبت مشاعرك الإنسانية أيها الرئيس الأمريكي، وأنت تشاهد ليل نهار أهل قطاع غزة، رجالًا ونساءً وشبابًا وأطفالًا، وهم يتضرعون لله ويناشدون ضمير العالم من الجوع، نتيجة الحصار الرهيب الذي تضربه جنود الاحتلال الصهيوني على شمال وجنوب غزة، وتمنع عنهم بكل صلف مرور المعونات التي ترسل لهم من مصر وبقية دول العالم عبر المعابر، وخاصة معبر رفح؛ لدرجة أن هناك طوابير طويلة من السيارات النقل المحملة بالأغذية والمشروبات، فسد معظمها بسبب طول الانتظار، وفي نفس الوقت تزهق الكثير من الأرواح؛ نتيجة شدة وقسوة الجوع، ولعدم وجود كسرة خبز إذا لم تزهق روحها من جراء القنابل والصواريخ التي تلقى عليهم يوميًا من قبل الكيان الصهيوني في حرب إبادة لم تشهدها العصور الماضية.
ولن أكرر يا سيادة الرئيس الأمريكي ما سطرته وسطره غيري في الآلاف من المقالات ووسائل الإعلام عن الدعم المالي والعسكري واللوجستي والسياسي الذي قدمته وتقدمه أنت وإدارتك للمجرم نتنياهو وعصابته؛ لتقوم بكل هذه الجرائم الوحشية والبربرية من قتل الأرواح وسفك الدماء والخراب والدمار لأهل غزة؛ ولذا أتمنى من الله أن أرى عجائب قدرته فيمن ظلم أهل غزة وأزهق أرواحهم غدرًا وأباح دماءهم وشتت روعهم.