الإخبارية – وكالات
أمر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بتجميد أي أصول في تركيا لوزيري الداخلية والعدل الأمريكيين، ردا على عقوبات مماثلة فرضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ضد وزيرين تركيين، بسبب استمرار اعتقال قس أمريكي تتهمه أنقره بدعم حركة فتح الله غولن المحظورة.
وقال أردوغان إن الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة بشأن القس أندرو برنسون “لا تليق بشريك استراتيجي، وهي إهانة لتركيا”.
وكانت واشنطن فرضت هذا الأسبوع عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، بسبب قضية برنسون، المتهم “بدعم الإرهاب”.
وتقضي العقوبات بتجميد أي أصول يملكها الوزيران في الولايات المتحدة وتمنع الأمريكيين من التعامل معهما.
ونفى الوزيران التركيان امتلاكهما أي أصول في الولايات المتحدة، كما أنه لا يرجح أن يكون للوزيرين الأمريكيين أي أملاك في تركيا، وهو ما يجعل العقوبات إجراء رمزيا.
وأضاف أردوغان في خطاب بثه التلفزيون إنه لم يكن يريد تصعيد الأزمة إلى عقوبات اقتصادية شاملة “يكون فيها ضرر للبلدين”.
وقد نقل برنسون إلى الإقامة الجبرية بعد اعتقال دام عامين بتهم الإرهاب. ولكن هذه الخطوة لم تنه الأزمة بين البلدين، إذ أن الرئيس الرئيس ترامب ونائبه بنس يضعان مسألة الإفراج عن برنسون، الذي ينتمي مثلمها إلى الكنيسة الإنجيلية، على رأس أولوياتهما.
وتسببت العقوبات الأمريكية في خسائر للاقتصاد التركي، إذ خسرت الليرة التركية 1.6 بالمائة من قيمتها أمام الدولار الأمريكي، يوم الأربعاء.
من هو القس أندرو برونسون؟
يقيم القس برونسون منذ فترة طويلة في تركيا، مع زوجته وأطفاله الثلاثة أثناء عمله كراع لكنيسة القيامة الصغيرة في إزمير.
وتتهمه السلطات بالارتباط بحزب العمال الكردستاني المحظور وحركة غولن التي تلقي تركيا باللوم عليها في تنفيذ الانقلاب الفاشل عام 2016.
ونفى برونسون اتهامات بالتجسس، لكنه يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 35 سنة إذا ثبتت إدانته.
وخرج من السجن ووُضع رهن الإقامة الجبرية لأسباب صحية، الشهر الماضي، لكن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قال إن هذا ليس كافياً.
وقال بومبيو في ذلك الوقت: “لم نشهد أي دليل موثوق ضد برانسون”.
وقالت وزارة الخارجية التركية إنها شاركت “المعلومات الضرورية” مع الولايات المتحدة، لكنها أصرت على ضرورة ترك القضية أمام القضاء.
ما هو دافع تركيا؟
برونسون واحد من 20 أمريكيا وجهت إليهم الاتهامات بعد الانقلاب الذي وقع قبل عامين، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
واعتقل اردوغان أكثر من 50 ألف شخص في تركيا، بعدما أنحى باللائمة في محاولة الإنقلاب على رجل الدين وحليفه السياسي السابق، فتح الله غولن، المقيم في بنسلفانيا بالولايات المتحدة، لكن غولن ينفي أي تورط له.
وتريد تركيا الضغط على الولايات المتحدة لتوافق على تسليم غولن، إذ أشار إردوغان إلى أنه سيفرج عن القس مقابل غولن.
كما أثار دعم الولايات المتحدة للقوات الكردية في سوريا غضب الرئيس إردوغان الذي يعدها امتدادا لحزب العمال الكردستاني.