أهلا بكم فى عالم النوافذ .. فلولاها لاستبد بنا القهر وهزمتنا الهموم .. فالنافذة تسمح لك بمرور شعاع الامل ؛ ُتبدلك من حالٍ إلى حال . افتحها على مصرعيها حينما تهاجمك الضغوط ؛ شتت سهام الحزن بأنفاس الأمل فان الدوام الحال من المحال .
أدعو أحبائى فى كل مكان بالا يستديروا للخلف حيث الاحزان .. سارع بان تطل من النافذة لترى من خلالها المياه الرقراقة الزرقاء حيث النسيم يحمل بين احضانه عبير الياسمين المسافر على شواطئ المكان .. افرد اجنحة الايمان و الثقة و حلّق فى هذه الاجواء مصطحباً معك المقربين إلى قلبك .
لا تخش السقوط و أهلا بك فى عالم الشفافية .. فشِباك النقاء و القرب من الله تتلقى الهابطين لتسمو بهم الى حدائق غَناء تحيطُ بها زهور لم نعرفها من قبل .. فلكل زهرة قصة تأخذ منك الأرق و تسمو بك درجة فتتيقن ان كل ما يؤرقك وهم نعيشه لنجرح وجوهنا بايدينا ؛ اما مخالب الآخرين يحول بينا و بينها الدعاء الخالص.
فنافذتى اخفيها عن الآخرين حتى لا يتحكم في إغلاقها الحاقدون . فلا تغفلوا عن الحلال القليل فهو كثير لو تعلمون. والسعادة تأتى من الداخل يحميها الرضا ؛ اما السعادة التى تأتى من الخارج يشوبها القلق و التوتر كأرجوحة تهدهدنا حين تعلو بنا اياماً و تهبط أياماً أخرى فتفقدنا التوازن و حينها قد تضيع المسافات بينا و بين الاحباء .
ولا تكسر الملل بالنظر إلى عصافيرك الملونة فان حيرتها ستزيدكُ حيرة فاطلق سراحها لتكتمل الصورة . ولاتوصد الباب على من تحب فان كان فيه خَبث فليرحل مع الغربان و البوم . وان تتطهر عاد إليك مع العصافير و اليمام من النافذة .
وتحرر من كثرة المقتنيات ..حتى لا تصيبك بالاختناق ..واحذر من بطشك فانه مردود لك يوم رد المظالم ..واغث الشامتين يفدوك بأعينهم اذا لزم الامر ..وقبل ان تغلق النافذة ازرع فى يد الحائر نبتة ستدلى ثمارها من الاشجار المحيطة بنافذتك الحبيبة .