الإخبارية – د. يحيى محمود سنبل
حصوات المرارة cholelithiasis من الحالات المرضية الشائعة ، التى يزداد معدل حدوثها مع تقدم العمر ، ففى الولايات المتحدة الأمريكية عشرون بالمائة من النساء ، وخمسة بالمائة من الرجال ، فى المرحلة العمرية من الخمسين إلى الخامسة والستين مصابون بحصوات المرارة . هناك نوعان من حصوات المرارة : حصوات الكالسيوم ، وحصوات الكوليسترول ، فى أوربا والولايات المتحدة الأمريكية تمثل حصوات الكوليسترول خمسة وثمانين بالمائة من حصوات المرارة ، بينما تمثل حصوات الكالسيوم خمسة عشر بالمائة فقط .
والكوليسترول مادة دهنية موجودة فى مح ( صفار ) البيض والدهن الحيوانى ، وهى غير موجودة في النباتات ، ويدخل الكوليسترول فى بنية أغشية الخلايا ، وفى تكوين أملاح الصفراء ، وفى تكوين الهرمونات الإستيرويدية ، والكوليسترول لا يذوب فى أملاح الصفراء لكنه يدخل فى تكوين مركبات يطلق عليها المذيلات micelles تجعله فى صورة محلول مع مادة الليسيثن وأملاح الصفراء ، لكن إذا زاد تركيز الكوليسترول في العصارة الصفراوية فإن بلورات الكوليسترول تظهر كبداية لتكوين الحصوات .
هناك 3 عوامل تلعب أدوارا مهمة فى تكوين حصوات المرارة : ركود الصفراء، والتشبع الزائد للصفراء بالكوليستيرول ، وتكوين أنوية الحصوات فى الصفراء . يبدو أن هناك استعدادا عند بعض الناس لتكوين حصوات بالمرارة ، لكن الذي لا شك فيه أن النظام الغذائي يلعب دورا مهما في تكوين حصوات المرارة ، فالإفراط فى الطعام والشراب ، وتناول أطعمة دسمة بصفة مستمرة غنية بالكوليستيرول تجعل الجسم عاجزا عن التعامل معها بالطريقة السليمة التى تجعلها مفيدة .
وعلينا أن نلاحظ أن جميع الأغذية النباتية لا يوجد بها كوليسترول ، فالنباتات تحتوى على مادة مشابهة للكوليسترول يطلق عليها الإستيرولات sterols إذا تناولها الإنسان لا يمتصها الجهاز الهضمي ، وهذا يجعلنا نلتفت إلى أهمية التوازن الغذائي ، وضرورة أن يحتوى على مواد غذائية من مصادر نباتية وحيوانية ، وعلينا أن نتوقف عند هذا التوجيه الإلهى فى قوله تعالى : ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) الأعراف : ٣١ .
وبصفة خاصة إذا علمنا أن حصوات المرارة لها عواقب وخيمة فقد تؤدى إلى انسداد القناة الصفراوية المشتركة أو القناة البنكرياسية مما يهدد صحة وحياة الإنسان . وتبقى التوجيهات الإلهية دائما عين الرحمة بالإنسان .