الإخبارية – عادل يحيى
انتهت وزارة الأوقاف المصرية، من اختبار تجربة ترشيد المياه باستخدام قطع التوفير التى جرى تركيبها فى 3 مساجد كبرى، هى السيدة نفيسة بمصر القديمة، ويوسف الصديق بمصر الجديدة، ومسجد الرحمة المجاور لديوان عام الوزارة بشارع صبرى أبو علم بباب اللوق بوسط القاهرة، وذلك فى 3 اختبارات قبل وأثناء وبعد التركيب فى 3 مراحل كل منها على مدى أسبوع، حيث تم رصد المتوسطات خلاله من قبل الإدارة المركزية للشئون الهندسية بالديوان العام وتوابعها بالدواوين الفرعية حيث تتبع المساجد الثلاثة مديرية القاهرة.
ورصد تقرير مبدئى تستعرضه الوزارة قدم من قبل الشئون الهندسية ومشاركة وزارة الرى، والبنك الأهلى، عدة أمور فى الترشيد وفنيات العمل، أبرزها: “توفير نسبة استهلاك الحنفيات بعد تركيب القطع الموفرة 30% من الاستهلاك الكلى، وتبين أن أكبر نسبة فاقد فى المياه هو هدر السيفون بدورات المياه وهو ما يوازى أكثر من 30%، كما رصد التقرير الفارق بين القطع الموفرة، والأخرى النحاسية فى 3 جوانب وهى العمر الافتراضى وقوة التحمل، والقدرة على تنقية المياه، وفارق السعر الكبير”.
وتبين من التقرير، أن القطعة يتراوح سعرها 5 جنيهات للحنفية الواحدة، وأن عمرها الافتراضى وقوتها أقل من النحاسية، وأنها أقل قدرة من الأخرى على تنقية الشوائب، وكثرة تعطلها بالمقارنة بالنحاسية، لكنها تصلح للعمل وللتعميم بالمساجد لرخص سعرها بالمقارنة بالنحاسية والتى يبلغ سعرها 25 جنيها للواحدة، كما بين التقرير أن نسبة الاستهلاك الحقيقى بعيدا عن استهلاك السيفون تزيد عن 30%، فيما لم يشير إلى حل لمشكلة أو بدائل هدر السيفون.
وينتظر قيام وزارة الأوقاف، عقب عودة الوزير من الخارج لدى مشاركات علمية دولية، بمناقشة التقرير والبدائل المطروحة والمسارات التى ستفعل من خلالها المبادرة، من عدة جوانب، هى: “هل سيتم التعميم مرة واحدة، وجهة التمويل، نوع القطع هلى نحاسية عالية الجودة أم تيفال تصلح للعمل، وما البلديل لهدر السيفون، حيث رجحت مصادر تعميم قطع التيفال فى حال كان التمويل ذاتيا لرخصها وقدرة الوزارة على تركيب مساجد الجمهورية فى أسابيع قليلة وسط مردود بتوفير 30% من هدر المياه خلال أسابيع بتكلفة زهيدة”.
وشهد مسجد السيدة نفيسة ومسجد يوسف الصحابي بمحافظة القاهرة تركيب باكورة الصنابير الموفرة للمياه من تصنيع وانتاج وزارة اﻹنتاج الحربي ، وتم تجهيز(108) صنبور مياه بقطعة موفرة للمياة بمسجد السيدة نفيسه و (67) صنبور بمسجد يوسف الصحابى ، بإجمالي 175 قطعة.
وتستهدف الخطة، من تركيب الصنابير الموفرة للمياه توفر 75% من إجمالى المياه المستخدمة وتقضى تمامًا على إهدار المياه، مؤكدًا أنه من المنتظر تعميم التجربة على المساجد كخطوة أولى يعقبها مرحلة تحويل تدريجى لصنابير المياه بمختلف الجهات الحكومية وأجهزة الدولة ثم طرحها بالأسواق وإتاحتها للمواطنين.
وتم رصد التقرير ومباشرة عملية التركيب والمتابعة، من قبل لجنة ثلاثية مكونة من الشئون الهندسية بوزارة الأوقاف، ومندوبى وزارة الرى والبنك الأهلى بمتابعة العمل، أشارت إليها وزارة الأوقاف، بأن عملها يأتى ضمن خطة الوزارة الأوقاف وتوجيهات الحكومة لترشيد استهلاك المياه وعدم الإسراف فى الاستهلاك وانطلاقًا من المصلحة الوطنية.
يأتى عمل اللجنة تفعيلا لحملات التوعية التى أطلقتها رئاسة الوزراء بترشيد استهلاك المياه على مستوى الجمهورية واتباع طرق الرى الحديثة فى قطاع الزراعة، وعدم التوسع فى زراعة المحاصيل الشرهة للمياه، وتوعية المواطنين بضرورة الحفاظ على كل قطرة مياه، بالتعاون مع الوزارات و المحافظات والمؤسسات الدينية، فى ظل التحديات التى تواجه مصر ومنها الزيادة السكانية واستهلاك المياه وثبات حصتنا من مياه النيل.
وقال الشيخ جابر طايع يوسف، رئيس القطاع الدينى والمتحدث باسم وزارة الأوقاف: إن الوزارة عازمة فى المضى فى تطبيق سياسات الحكومة فى ترشيد استهلاك المياه بخطة محكمة، حيث نبحث البدائل المطروحة فى تنفيذ العمل للوصول إلى أفضل نتائج.
وأضاف طايع،، النتائج الأولية مبشرة، لكن يجرى دراسة الأمر رغبة فى تحقيق أعلى مستويات النجاح، مضيفا أنه فى حالة الاستقرار على شكل معين سوف تعمل الوزارة على التوسع فى التطبيق بقدر الامكان، كما نسعى للتوسع فى كل سبل توفير استهلاك جميع المرافق ومنها دراسة إحلال جميع لمبات الكهرباء وحنفيات المياه بالمبانى القديمة مساجد وغيرها تدريجيًّا، موجها الشكر لكل من يساهم فى عمل وطنى ودينى.
وأكد طايع، أن توفير الاستهلاك هو سلوك إيمانى وسنة عن النبى الذى كان يتوضأ بقليل من الماء وكان يوصى بعدم الاسراف قائلا: “لا تسرف فى الماء ولو كنت على نهر جار”، حيث يجب الإمساك عن الإسراف فى استخدام نعمة ما إذا اسأت استخدامها قد تعاقب بحرمانها أو تندرها، داعيا الجميع للتحلى بالأخلاق الإيمانية والحضارية والوطنية فى استخدام مرافق الدولة وحتى المقتنيات الشخصية كونها سلوك مكتسب يباشره الإنسان بتلقائية ما اكتسبته.