الإخبارية – محمد عمر
يعاني المدمن من عدد من الأعراض، منها اللهفة والاشتياق، وهي مثل فكرة الوسواس التي تظل مسيطرة عليه حتى يندفع في الحصول على المادة المخدرة أوالسلوك الذي اعتاد عليه، وعدم الرغبة في التوقف حتى مع العلم بأضراره.
ويميل المدمن إلى زيادة الجرعة باستمرار حتى يحصل على اللذة، وهي ما تسمى بظاهرة التحمل أوالإطاقة. ويتعارض سلوك المدمن مع نمط حياته اليومي، ويمكن أن يؤثر بشكل ما في عمله وعلاقاته، وعلى سبيل المثال فإن مدمن الإنترنت يسرع إلى الجلوس على الإنترنت بمجرد أن يشعر بالملل أولتغيير مزاجه، كما تجد أنه يفرط في استخدامه للشبكة، ويريد أن يبقى أطول فترة متصلا عليها.
ويعتبر الكذب من أهم الأعراض التي تظهر على المدمن حول سلوكيات الإدمان المصاب بها مثل إدمان التسوق أوالعادة السرية. كما أنه يفقد السيطرة على تصرفاته إزاء هذا السلوك، ولايستطيع التحكم في هذه التصرفات.
ويلاحظ المحيطون بالمدمن أنه يكرر المادة أوالسلوك الذي يصل به إلى حالة النشوة التي ينشدها. وعندما يتوقف عن استخدام هذا السلوك أوالمادة تظهر عليه أعراض الانسحاب مثل القلق والارتجاف والغثيان والهيجان. وتتسبب كل أنواع الإدمان في شعور المدمن بالخجل من نفسه، وفقدان الأمل، والشعور بالفشل، والذنب، ويمكن أن يصاب بالاكتئاب.
البداية بتوافر الرغبة
يبدأ علاج الإدمان بتوافر الرغبة الشخصية داخل المدمن حتى يتخلص من الإدمان مهما كان نوعه أوطبيعته، وتعتبر الرغبة الشخصية من أهم العوامل المساعدة، والخطوة الأولى في التخلص من الإدمان.
ويلي هذه الخطوة الانسحاب من المشكلة التي أدت إلى الإدمان، ومن النادر أن تكون أعراض الانسحاب خطيرة، وهي تستغرق من 3 أيام إلى 5 أيام، وتتوفر أدوية تخفف من هذه الأعراض.
يلي ذلك البحث عن وسائل علاجية بالاعتماد على دور العائلة أولا، ثم يأتي العلاج النفسي والطبي والتأهيلي، وهو يساهم في تقديم علاج مناسب للمدمن. يساهم الحصول على التحفيز المعنوي والدعم مساهمة كبيرة في أن يتخلص المدمن من إدمانه، وبخاصة في أنواع الإدمان التي لاتحتاج إلى تدخل علاجي مستمر، مثل إدمان الإنترنت وتناول الطعام والتسوق والشراء.
تعد من المراحل المهمة للعلاج العلاج السلوكي والاستشارة النفسية، حيث إنه يساعد المدمن في أن يتعرف على الإدمان بشكل أفضل، وبالتالي يجنبه الوقوع مرة أخرى فيه.
احترس من الإنترنت
أكدت دراسة حديثة أن التغيرات التي تحدث لمدمن الإنترنت تتشابه مع التي تحدث لمدمني الكحوليات والمخدرات، وبحسب القائمين على الدراسة فإنهم وجدوا اختلالات في بعض الوظائف الدماغية لدى المبحوثين.
ويساعد هذا الاكتشاف في التعرف على طرق جديدة في علاج السلوك الإدماني. ويتحدد إدمان الإنترنت بعدد من الاضطرابات التي تفقد مستخدم الشبكة السيطرة على نفسه.
وأظهرت صور أشعة الرنين المغناطيسي على الدماغ وجود تغيرات في المناطق البيضاء من المخ لدى من تم تشخيص حالاتهم أنهم مدمنون للإنترنت. وتحتوي المناطق البيضاء في المخ على الألياف العصبية التي تربط أجزاء المخ المتعلقة بضبط النفس والعواطف واتخاذ القرار.
وكشفت دراسة أخرى أجريت على طلاب الجامعة أن الإسراف في استخدام الإنترنت يزيد من النزاعات العائلية في المنزل، ويؤثر بالسلب على التواصل بين أفراد الأسرة.
وبلغ متوسط بقاء المبحوثين في هذه الدراسة على الإنترنت حوالي 25 ساعة في الأسبوع خارج الأنشطة التي تتعلق بالدراسة أوالعمل، ورصدت الدراسة معاناتهم من مشاكل اجتماعية وصحية ارتبطت بالإنترنت.
وكان خبراء في منظمة الصحة العالمية أعلنوا عن نيتهم وضع إدمان الإنترنت والتصوير السيلفي على قائمة الأمراض النفسية