الاخبارية – عادل احمد
في إطار الاحتفال بيوم التراث العالميّ، وعلي هامش زيارة وفد من لجنة الاعلام والثقافة والاثار الي محافظة الأقصر لتفقد بعض المشاريع الآثرية، توجه صباح اليوم الجمعة، الدكتور خالد العناني وزير الآثار والدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة وأعضاء اللجنة برئاسة النائب أسامة هيكل الي معبد الكرنك لافتتاح معبد الأوبت لأول مرة منذ اكتشافه وذلك بعد ترميمه.
رافقهم خلال الزيارة الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، والمهندس احمد يوسف رئيس الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة، ووفد من 21 سفير من سفراء العالم والفنانة يسرا.
ومن جانبه أعرب الدكتور العناني عن سعادته بوجود كافة الأطياف بالدولة لحضور الاحتفال بيوم التراث العالمي الذي تنظمه وزارتي الاثار و السياحة علي مدار يومي ١٨ و ١٩ ابريل.
وكان الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، قد حضر فاعليات اليوم الأول صباح أمس، والذي بدأ بالإعلان عن الكشف الأثري الجديد الذي تم التوصل إليه مؤخراً أثناء أعمال الحفر الأثري في منطقة ذراع أبوالنجا بالبر الغربيّ بمدينة الأقصر، لشخص يُدعى “شد سو جحوتي”، أي الإله جحوتى ينقذه، كما حضر أيضا الاحتفال بتجميع وإعادة تركيب وترميم وإقامة التمثال الثالث والأخير تلذي تقوم الوزارة بترميمه وإقامته في موقع عرضه الأصلي أمام الصرح الأول لمعبد الأقصر، بالاضافة الي جولته في البر الغربي بالأقصر .
كما حضر هذه الاحتفالية أيضا وزراء الآثار والسياحة والثقافة والصحة والسكان والتنمية المحلية ومحافظ الأقصر ولجنة الاعلام و الثقافة و الآثار .
وأشار وزير الاثار الى أن تم اليوم افتتاح معبد الأوبت لأول مرة منذ اكتشافة حيث قام مرممي الوزارة بترميمه و تنظيفه وإعاده ألوانه الحية، مضيفا أن اللجنة سوف تستأنف مساء اليوم عملها وجولتها لتفقد المتاحف بالأقصر و سوف يتوجهون غدا الي البر الغربي للتقييم و حل السلبيات.
وأشارت الدكتورة رانيا المشاط إلى أنه على الرغم من انحسار السياحة الثقافية عالميا إلا أن الاكتشافات الآثرية الحالية التي تقوم بها وزارة الاثار وتنظيم المعارض الاثرية بالخارج تجذب أنظار العالم من جديد إلى أن مصر لازالت تبهر العالم بحضارتها و ثقافتها، مضيقة أن الاثار المصرية لا تقتصر على الأهرامات فقط، إنما هناك آثار هامة بمحافظات سياحية كثيرة منها المنيا والاقصر وغيرها من المحافظات.
وأكدت الوزيرة أن المقبرة التي تم اكتشافها صباح أمس وما شاهدوه في مقبرة نفرتاري الفريدة ومقابر العمال بدير المدينة يعكس عبقرية الانسان المصرى القديم و”يبعث رسالة للعالم بأن أجدادنا تركوا تراثا عظيما لنا و للانسانية كلها”.
وأعربت عن سعادتها بوجود سفراء الدول المختلفة الأجنبية والأفريقية، ووجود الرموز المصرية الفنية والشخصيات البارزة الذين يمثلون قوة مصر الناعمة، وهذه القوة الناعمة هي محور المفهوم الجديد للحملة الترويجية للوزارة people to people .
وأكدت الوزيرة على الاكتشافات الاثرية التي تقوم بها وزارة الاثار تفتح شهية العالم لمنتج السياحة الثقافية وخاصة مع افتتاح المتحف المصرى الكبير عام ٢٠٢٠ .
وأضافت الوزيرة أن كل من تقابله داخل او خارج مصر لديه شغف وهوس كبير بترقب افتتاح المتحف المصرية الكبير الذى يعتبر هدية مصر للعالم والذي يجمع بين العظمة والاصالة مع الحداثة.
وأوضح النائب اسامة هيكل أن التنظيم المشترك بين وزارتي الاثار و السياحة للاحتفال بيوم التراث العالمي يعتبر تعاون غير مسبوق و الذي يعود بالنفع علي المنظومة بأكملها وتجسيد لفكره التعاون الغير موجوده بين العديد من الوزارات، مضيفا أن اللجنة حرصت على متابعة ورصد المعوقات التي تواجه المزارات السياحية بمصر بشكل عام باعتبارها كنوز مصر وثرواتها التي تفتخر بها ، مشيرا إلى أن اللجنة لا تدخر جهدا حفاظا على تلك الثروات الحضارية وتقدم كل الدعم من أجل حمايتها والحفاظ عليها وإتاحة عرضها أمام ضيوف مصر من السائحين والزوار بصورة تليق بعظمة مصر وحضارتها، مشيرا إلى أن اللجنة عقدت لقاءات مطولة خلال زيارتها لمحافظة
وقال د. مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن أعمال الترميم بالمعبد بدأت منتصف شهر أغسطس ٢٠١٨، وشملت أعمال الترميم تنظيف الجدران وتثبيت ألوان الرسومات الموجودة علي جدرانه، جولتهم وازالة السناج الموجودة في صالة الاعمدة وقدس الاقداس، وعمل أرضيات جديدة لتمهيد طريق الزيارة، وترميم وإعادة تركيب بعض الأجزاء والبلوكات الحجرية المفقودة وتغطية الشروخ.
ويذكر أن معبد الاوبت يقع على المحور الجنوبي من معبد أمون – رع بالكرنك، وإلى الغرب من معبد خنسو.
وقال السيد مصطفي الصغير مدير عام آثار الكرنك، انه طبقًا للمعتقدات الطبية المرتبطة بالمعبودة اوبت فإن المكان المقام به المعبد هو المكان الذي استراحت به المعبودة اوبت قبل أن تُعطى الحياة والولادة لأبنها أوزوريس.
أما عن المعبودة اوبت فهي أُنثى فرس النهر الحميدة والتي تعد بمثابة المعبودة المُغذية والواقية حيث ذُكر بنصوص الأهرام أن الملك رضع من ثدييها لدرجة أنه ” لم يعطش ولم يجوع إلى الأبد”، وأُطلق عليها بتلك البرديات التي تعود إلى عصور متأخرة بأنها “سيدة الحماية السحرية”.