سيناء بوابة مصر الشرقية التى شهدت على مر التاريخ سلسلة من الأحداث لازالت تُسطر بأحرف من نور فى تاريخ الدولة المصرية, بل فى تاريخ المنطقة , فبعد العبور الأول لقواتنا المسلحة الباسلة ومن خلفها الشعب المصرى العظيم لتحريرها من الأحتلال الإسرائيلى خلال حرب أكتوبر المجيدة فى العاشر من رمضان عام 1973 , ثم قادت مصر حرب تطهير سيناء من الإرهاب خلال (العملية الشاملة 2018 ) بقيادة القوات المسلحة والشرطة المصرية,وقد أدركت القيادة المصرية الحكيمة مدى أهمية سيناء كمحور إستراتيجى هام ليس على المستوى الأمنى فقط ,وإنما على المستوى الإقتصادى وما تفرضة متطلبات التنمية والإستثمار,ومع إنطلاق مسيرة معركة التنمية الإقتصادية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ,من خلال المشروعات القومية العملاقة فى مدن القناة بورسعيد والإسماعيلية والسويس وشمال شيناء وجنوب سيناء والتى قدرت تكلفتها ب 800 مليار جنية,وهدفها الأساسي هو تحقيق معدل نمو إقتصادى مرتفع,بالإضافة الى المساهمة فى حل مشكلة البطالة بين الشباب المصرى,وقد حمل هذا التوجه رسالة كبيرة ليس للمصريين فقط ولكن للعالم بأن مصر لا تواجه الإرهاب والتطرف بالقوة العسكرية فقط,بل تواجه التطرف والإرهاب بالتنمية,ونشر الفكر الإسلامى المعتدل,وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الدين الإسلامى السمح ,وإيضاً تخوض المعركة على المستوى الثقافى بتنمية وعى الشباب بقضايا الوطن والعالم ,حتى لا يقع فريسة لآية أفكار متطرفة أو متخلفة .
مثلت إنفاق سيناء التى إفتتحها الرئيس السيسي شرايين لربط سيناء بمدن القناة وربطها بمصر كلها,ومن شأن ذلك تسريع عملية النمو الإقتصادى,وعامل هام من عوامل جذب الإستثمارات الى وسط وجنوب وشمال سيناء,وتهيئة بيئة مؤاتية للتنمية الإقتصادية والبشرية داخل سيناء, فإنشاء مشروعات قومية كبرى داخل سيناء يحتاج الى شبكة طرق وخدمات قوية ,ولم يكن هناك غير نفق الشهيد أحمد حمدى للعبور الى سيناء ,والأن دشنت أربع أنفاق جديدة بمجموع أطوال 5820 متراً تمر أسفل سطح الأرض ومجرى القناة بعمق 70 ,53 متراً ,تستغرق مدة العبور خلالها 10 دقائق , فمساحة سيناء خمس مساحة مصر وبها إمكانيات إقتصادية هائلة ,خاصة فى قطاع السياحة والتعدين والمحاجر والزراعة وغيرها ,ووجود هذه الأنفاق يساهم فى حسن إستغلالها فى إطار خطة التنمية للدولة.
إن بناء مصر الحديثة ,يحتاج الى جهود كبيرة من أجل تحديث وتطوير شبكات الطرق والمرافق والخدمات ,لخدمة مشروعات التنمية وتهيئة مناخ الإستثمار الملائم لقدرات مصر وإمكانياتها ,ويترافق مع ذلك تطوير العنصر البشرى وتسليحه بعلوم العصر والإعتماد عليه بشكل كامل فى التصنيع والإنتاج ,فقناة السويس شريان حياة ,وتحول المنطقة المحيطة بها من خلال عملية التطوير الأخيرة إلى منطقة لوجستية هامة,وقد أدركت القيادة المصرية الواعية مدى أهمية هذه المنطقة من الناحية الإقتصادية والأمنية وغيرها لتبدأ نقلة التنمية من سيناء الحبيبة.