تمنيت أن يستمر شهر رمضان المعظم العام بأكمله .. ليس لأنه شهر البركة والخير والرحمة والمغفرة والعتق من النار فحسب ، إنما لما أراه خلال الأيام الثمانية الماضية التي مرت من الشهر الفضيل من انضباط بدرجة كبيرة علي صفحات التواصل الاجتماعي السوشيال ميديا .. تراجع ملحوظ في كم وحجم الشتائم والتراشق بالألفاظ المستمر طوال العام .. وهدنة أتمني ألا تكون مؤقتة في السخرية والتطاول بين الكثيرين .. مما اضغي علي الحياة نوعا من الهدوء الذي افتقدناه طوال العام تقريبا ..
حتي الملاحظات التي رصدناها لبعض التعليقات في مختلف المجالات جاءت الي حد ما هادئة أو بعيدة عن التطاول والتجاوزات التي اعتدنا عليها والتي كانت دائما بأساليب بعيدة عن الذوق العام وتتنافي مع الأخلاقيات ويعاقب عليها القانون ..
الملاحظات في رمضان جاءت هادئة وموضوعية الي حد كبير .. و في موضعها بدرجة عالية .. مثلا احتلت الإعلانات المقدمة في الانتقادات وتقدمت هذه المرة علي الدراما والمسلسلات الكثيرة التي تتنافس الفضائيات علي عرضها .. وحصل إعلان المطربة أصالة علي المركز الأول في الانتقادات بسبب الطريقة الدراماتيكية التي اتبعتها أصالة والتي تشعرك أن هناك حربا قد اندلعت رغم أن الإعلان عن احدي الكومباوندات الفاخرة .. أصبح هذا الإعلان مسار حديث الكثيرين من رواد التواصل الاجتماعي وفي المجمل شهد سخرية مقبولة وموضوعية بعيدا عن الابتذال و التجاوزات المعتادة .. أما اعلانات شركات المحمول فجاء الانتقاد معبرا عن رأي عامة الشعب بعد أن تلاحظ الاستعانة بنجوم الصف الأول من الممثلين والمطربين الذين يتقاضون الملايين مقابل تقديم الإعلان وهو ما انتقده الكثيرون بأنه غير مناسب أن تحصل هذه الشركات ضرائب ورسوم كثيرة من المواطنين وتقلص حصتهم من المكالمات واستخدام الانترنت وفي الوقت نفسه تدفع الملايين للفنانين في اعلانات تجاوزت المعقول في البهرجة .. ولم يختلف الحال كثيرا في اعلانات البنوك التي أتبعت نفس الأسلوب فكانت اقوي التعليقات منضبطة الي حد كبير وهي أنه كان علي البنوك أن تهتم بالمودعين وتزيد لهم العوائد بدلا من المصاريف الباهظة التي تم انفاقها علي الاعلانات . .
أما الدراما فلم تشهد حتي الآن تجاوزا كما اعتدنا عليه .. بل شهدت مجموعة من الملاحظات التي لم تخرج عن الذوق العام .. منها انتقاد الممثل محمد ممدوح الذي يشارك في أكثر من عمل منها ( ولد الغلابة ) .. و( قابيل ) ويحتاج لإنقاص الكثير من وزنه لأنه يعاني من حالة نهجان دائم ويتصبب عرقا مع أقل مجهود .. وهو انتقاد هادئ علي غير عادة السوشيال ميديا طوال العام .. وطال الانتقاد الفنان الكبير أحمد السقا في مسلسل ولد الغلابة أيضا وتركز الانتقاد علي أن امكانيات السقا أكبر من هذا المسلسل .. وان الدور غير مناسب له ..
وبغض النظر عن مضمون الانتقادات .. واذا كنت اتفق أو اختلف معها فقد جاءت هادئة وبها الكثير من الالتزام وعدم التجاوز وهو ما اردت الإشارة اليه في هذه السطور ..