تفائلنا جميعا عندما قررت الحكومة تركيب عداد الكهرباء الذكي واعتبرناها تطور جديد ستنتهي معه مشاكل قراءة العداد والتقدير الجزافي والمتوسطات التي تأتي بفواتير وهمية لا علاقة لها بالاستهلاك الحقيقي للمواطنين .. وبدأنا بالفعل في التعامل مع هذا العداد الذكي … بعد أن تم تركيبه فى معظم البيوت … وبمرور الوقت كانت الصدمة التي اكدت لنا ان هذا الكارت اسم على غير مسمى ..
المفروض أن عملية شحن الكارت تتم بمنتهي السهولة عن طريق ( فوري) .. أي أنك تتحكم في قيمة الشحن الذي تحتاجه في أي وقت ومن أي مكان .. في البداية كانت العملية تتم بمنتهي السلاسة والسهولة .. ولكن للأسف وكالعادة بمرور الوقت وبعد عدة أشهر من تركيب العداد حدث مالم يكن متوقعا .. تذهب إلى أي مكان يشحن عن طريق فوري ولكن الكارت ( راسة والف سيف) مايشحن و يظهر الكارت الذكي غبائه !!
وتلف بالكارت (كعب داير ) علي جميع المكاتب التي ابلغونا انها ستتولى هذه الخدمة وبعد محاولات مكثفة تفشل المهمة ويواصل الكارت عناده وإصراره علي الا يشحنه أحد .. ولا تجد حلا إلا الذهاب لشركة الكهرباء للاستفسار عن السبب في هذا العطل الفني الذي يتسبب في عدم الشحن من اى مكان وعن كيفية حل هذه الأزمة التي يمكن أن تتسبب في مشاكل كثيرة في البيوت خاصة إذا انتهي الشحن وماسيترتب عليه خاصة في ظل ظروف ارتفاع درجة الحرارة الرهيبة ..
وتبدأ المأساة عندما تذهب لشركة الكهرباء حيث تجد انه عليك ان تقف فى طابور انت فيه رقم 13 الف و 500 .. وكل هؤلاء المواطنين التعساء حضروا بحثا عن حل لنفس المشكلة .. ويتسائلون لماذا تحول الكارت من ذكي الي غبي .. ولماذا يرفض الشحن ولماذا اوقعتنا شركة الكهرباء في هذا المأزق وهذه الخديعة ؟
قمة التعب والزهق والارهاق والمرارة والمهانة ان تقف في طابور ليس له نهاية .. وفي لحظة يأس تتخذ قرار بعدم الاستمرار في هذا الطابور الرهيب . وانك لابد ان تفلت بجلدك وتخرج من الطابور وتعود من حيث أتيت .. وبعد ماتخرج منه وتمشى عدة خطوات تتذكر ان الكارت الغبى غير مشحون .. ومن الممكن ان تقطع الكهرباء في عز هذا الصيف وتجلس على لمة جاز او شمعة .. وتجرى عائدا الي الطابور وتجد مكانك قد طار وعليك ان تقف في اخر الطابور لكي تبدأ المأساة من جديد وتلوم نفسك و تتهمها بالغباء الذي أصبح سيد الموقف وعامل مشترك بين الكارت وصاحبه !!
والأزمة أن شركة الكهرباء أعلنت أن عملية الشحن ستتم مركزيا أي أن كل مشترك عليه أن يكرر هذه الرحلة السخيفة مع كل مرة يعيد فيها شحن الكارت وبالتالي يحصل علي اجازة من عمله ويترك كل مصالحه من أجل شحن كارت الكهرباء .. في فصل جديد من فصول إهدار المال والجهد وإهانة وتعذيب المواطن الذي صدق الحكومة ووافق علي هذا الكارت الذكي .. والأزمة أن الحكومة تدرس تعميم هذه الكروت علي عدادات المياه والغاز .. بما يعني أن المواطن سيترك عمله من أجل الوقوف في الطوابير الثلاثة !!