دائمآ ما تكون دولة الإمارات العربية المتحدة مؤثرة وصاحبة رؤية ومواقف ملهمة وثقافة وأصالة عربية يفخر بها العرب ، ومصر التى يجمع بين شعبها وشعب الإمارات الشقيق أواصر الود والحب والتأخي، فمصر والإمارات جسدان يجمعهما قلب نابض واحد .
من هنا أبدأ كلماتى عن اصلاء ونبلاء العرب ” أبناء الشيخ زايد ” أشقاؤنا فى إمارة الفجيرة “أرض عمالقة البحار” مدينة القلاع والحصون عروس الشواطئ واحة الطبيعة والجمال .
ففى أوائل فبراير ٢٠٢٠ عند إكتشاف فيروس كورونا فى الصين ، قامت كثير من دول العالم باتخاذ إجراءات وقائية لتجنب تسلل الوباء إلى مواطنيها بمنع أى تجمعات تضم بينها جنسيات أجنبية مختلفة، سطرت “الفجيرة ” ملحمة إنسانية جديدة تضاف إلى بطولات ” أبناء زايد ” التى لاتنتهى عندما أقامت مهرجانها السنوى للفنون المعروف ” بمهرجان الفجيرة الدولى للفنون ” ، هذا الحدث الثقافى الدولى الكبير الذى بدأ فى عام ٢٠٠٣ وأصبح من أهم مهرجانات الفنون فى العالم ، وحقق نجاحات كبيرة وضحت جليآ فى إهتمام كثير من الدول بالمشاركة فيه ، فعندما بدأت فاعليته الأولى كان عدد الدول المشاركة به ١٥ دولة ، لتصل عدد الدول المشاركة ٦٠ دولة بعد أن أصبح من أهم مهرجانات الفنون الدولية .
ففى ذات الوقت الذى أهتز فيه العالم أجمع خوفآ من شبح فيروس كورونا وقفت الفجيرة معلنة إستضافة ٦٠٠ ضيف أجنبى من جنسيات مختلفة بكل شجاعة وفداء ضاربة المثل والقدوة فى رقى وروعة التنظيم والضيافة والرعاية لكافة الضيوف والوفود المشاركة وإتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لضمان سلامة الضيوف وأبناء الفجيرة القائمين على المهرجان فى بادرة ليست غريبة عن دولة الإمارات قيادة وشعب فهم كما نطلق عليهم ” كرماءالعرب ” .
فعندما نتحدث عن مهرجان الفجيرة الدولى للفنون يجب أن لا نغفل دور الفنان المصرى القدير المبدع ” سامح الصيريطى ” أحد سفراء الفن المصري الأصيل ” من القوى الناعمة التى شرفت مصر وأثرت فى وجدان كثير من الشعوب العربية ، فهو أحد من عايشوا فكرة إنطلاق مهرجان فن المونودراما كما كان يطلق عليه وقتها عند نشأته ، وهو الاول من نوعه فى الوطن العربى وقدم كثيرآ من الأفكار والخبرات التى لا ينساها أهل الفن بالفجيرة ويتحدثون عنها حتى الآن ، حتى جاء الشيخ راشد بن حمد الشرقى رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام ليطوره حتى أصبح مهرجانا دوليا للفنون .
فعند إنطلاق فعاليات المهرجان حضرت جميع قيادات إمارة الفجيرة على رأسهم الشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم إمارة الفجيرة ، والشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة ، والشيخ محمد بن سعود القاسمي ولي عهد رأس الخيمة ، والشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، والدكتور سعيد الظنجانى رئيس المهرجان وكثير من مسئولي الإمارة ، ليضربوا المثل للعالم أجمع فى كيفية مواجهة هذه الظواهر العارضة والتعايش معها والتغلب عليها حتى لا تتوقف عجلة الحياة بسبب فيروس طارئ أو وباء ظهر بإحدى دول العالم .
إن دولة الإمارات العربية المتحدة لها من المواقف التاريخية الكثيرة منها ما لن تنساه مصر قيادة وشعبآ ، عندما وقف أبناء الشيخ زايد موقف النبلاء المحبين الأوفياء مساندين لمصر وشعبها أمام التنظيم الارهابى الدولى للإخوان الذى أراد أن يبتلع ” أرض الكنانة ” فى جوفه العفن لينقض بعد ذلك على الوطن العربى تحت غطاء ثورات الربيع العربي .
وايضآ لن ينسى العالم لأبناء زايد مواقفهم الإنسانية بعد أن أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن استعدادها لإستقبال الحالات المصابة بفيروس كورونا من شتى أنحاء العالم فى ” مدينة الإمارات الإنسانية” والتى تم تجهيزها وإعدادها لإستقبال المصابين من شتى أنحاء العالم فى الوقت التى اتخذت فيه بعض الدول قرار بوقف رحلات الطيران خوفآ من شبح فيروس كورونا . إن لأبناء زايد علينا الحق فى أن نثمن جهودهم ، وأن ننتهز الفرصة كلما أتت لنذكر مواقفهم ، ولا يسعنا إلا أن نقدم الشكر كل الشكر لهم ، وكذلك يجب أن نقدم تحية واجبة لإمارة الفجيرة على تحمل تلك المسئولية الكبيرة فى هذا التوقيت الحرج وإقامتها لفاعليات المهرجان فى موعده المحدد لتبث الطمأنينة فى قلوب شعوب العالم وتؤكد إن إرادة الإنسان بعون من الله قادرة على تخطى كل المخاطر والصعاب.