إن حالة الجمود النادرة التي تنتاب ثاني أكبر اقتصاد بالعالم تبدو ذات آثار كارثية على مشهد الاقتصاد العالمي. فحالة عدم اليقين بشأن الفيروس، الذي أصاب نحو 14500 شخص حتى الساعة وحصد مئات الأرواح، تصيب كل شيء في مشهد الاقتصاد العالمي بدأً من حركة التجارة وسلاسل التوريد وأسعار الأصول والسلع الأولية حتى القرارات المستقبلية للمستثمرين وسط ندرة المعلومات والنظرة المستقبلية حول تطور انتشار الوباء.
وبدأت البلدان حول العالم في إصدار قواعد تتعلق بمنع الزائرين القادمين من الصين ومراقبة مواطنيها العائدين منها في وقت بدأت فيه شركات الطيران العالمية بتوسيع دائرة تعليق طائرتها إلى الصين في مشهد عنوانه العريض “لا صوت يعلو فوق صوت الأزمة”.
إن هناك حالة من الاضطراب تسود المشهد فيما يتعلق بالمستقبل والنتائج المترتبة على تعطل عجلة الإنتاج في الصين والآثار المحتملة على الاقتصاد العالمي والذي تعد الصين رقما لا يمكن تجاهله في مشهده. بدأت شركات عالمية تغلق أبوابها في الصين على خلفية الأزمة المتعلقة بانتشار فيروس كورونا.
ولكن الغريب في الأمر كانت العشوائية التي جرت بها الأمور فيما بدا أنها حالة من الفوضى لم تكن لتعرف طريقها إلى القائمين على مقاليد الأمور بالشركات الكبرى لولا خطورة الموقف وتأزمه.
ولا تتوقف خسائر الشركة، التي توظف نحو 10 آلاف شخص في الصين، عند هذا الحد، فالمصانع التي تورد مكونات أجهزتها توقفت عن العمل هي الأخرى.
مع تنامي المخاوف المتعلقة بالوباء الجديد، بدأت شركات كبرى في إجلاء موظفيها الأجانب من الصين في قائمة طويلة تشمل شركات الأدوية والمؤسسات المالية والشركات متعددة الجنسية مع تعليق عدد كبير لشركات الطيران العالمية رحلاتها إلى الصين، بحسب ما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال”.
أن العديد من الشركات اتخذت قراراتها بناء على التحذير الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية بإعلان حالة الطوارئ مع اتساع نطاق الإصابات بالفيروس الذي يبدو أنه أقل فتكا من فيروس “سارس” الذي قضى على نحو 10% من المصابين به، فيما لم تتخط نسبة الوفيات في الحالات المصابة بفيروس كورونا نسبة 2% حتى الآن.
حينما يتراجع الطلب على النفط في أكبر مستورد بالعالم، فإن هبوط أسعار الخام يبدو أمرا بديهيا، إذ هوت الأسعار بنحو 16% منذ الإعلان عن انتشار الوباء في الصين في وقت دعت به أوبك إلى اجتماع عاجل لبحث تداعيات انتشار الفيروس على مشهد الصناعة النفطية.
وفي أسواق الأسهم كان الهبوط عنوان المشهد أيضا، إذ هوى المؤشر الرئيسي لبورصة شنغهاي بنحو 8% عند الفتح يوم الاثنين مع هبوط حاد لأسهم قطاع التجزئة والنقل، قبل أن تعوض جزءا من خسائرها وهو ما أرجعه تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” إلى مشتريات للصناديق الحكومية الصينية.
ماذا لو لم تُحتو الأزمة؟، يدور هذا التساؤل في بال الجميع. بيد أن لا أحد يملك إجابة قاطعة حول هذا الأمر في ضوء حقيقة الضبابية التي تكتنف المشهد برمته، وحقيقة أخرى مفادها أن تقييم الآثار المحتملة بناء على تجارب سابقة قد لا يمت للواقع بصلة في ضوء تغيير وضع الصين كرقم في مشهد الاقتصاد العالمي.
إن انتشار فيروس سارس قبل نحو عقد ونصف من الآن كانت الصين تمثل نسبة صغيرة من الاقتصاد العالمي، أما اليوم فإن الاقتصاد الصيني يمثل نحو خمس الاقتصاد العالمي بزيادة نسبتها 15% عن الولايات المتحدة حال احتساب الناتج المحلي الإجمالي المعدل للدخل.
في وقت يبدو أن كل شيء سيتأثر جراء الأزمة، فإن هناك قطاعات اقتصادية بعينها ستنال القسط الأكبر من الآثار السلبية.
ويمتد التأثير بالولايات المتحدة إلى قطاع السياحة مع تراجع متوقع في عدد السائحين الصينين الذين يمثلون نحو 7% من إجمالي حركة السياحة الوافدة إلى البلاد مع خسائر متوقعة للقطاع تقدر بنحو 5.8 مليار دولار.
حتما”. أن يؤدي التأثير الاقتصادي للوباء إلى انخفاض حاد في الناتج المحلي الإجمالي للصين يليه انتعاش قوي. لكنّها حذّرت من أن الوضع قد يترك عواقب وخيمة على الدول الأخرى حيث بدأ الوباء ينتشر.
إن أحدث تقديرات صندوق النقد الدولي تتوقع معدل نمو قدره 5,6% للصين في عام 2020 ، بانخفاض 0,4 % عن تقديرات مطلع العام الحالي. ومن المتوقع أن يصل النمو العالمي إلى 3,2%، بانخفاض 0,1 نسبته نقطة.
هل الكمامة تمنع العدوى بمرض الكورونا ؟
أن هناك القليل من الأدلة على أن الأقنعة تحمي مرتديها من العدوى. بدلا من ذلك، يوصي الأطباء الناس بغسل أيديهم بانتظام، وتنظيف الأسطح في العمل أو المنزل ومقابض الأبواب بمواد مطهرة، بالإضافة إلى محاولة تجنب لمس عيونهم وأنفهم وفمهم.
أنه يمكن استخدام المناديل الورقية بدلًا من الكمامات، على أن يتم وضعها على الأنف والفم مع مراعاة التخلص منها في صندوق القمامة، منعًا لانتشار العدوى. يراعى أن تحتوي الكمامة على جزء معدني، يساهم في غلق الأنف بشكل جيد، لحماية من الفيروسات.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد الكمامات على منع انتشار الذرات المنطلقة من الفم والأنف أثناء السعال أو العطس، لكن الأخصائيين الطبيين قالوا إنه بالنسبة لأفراد الجمهور العاديين، فهي غير فعالة بشكل عام.
وبعد تصدير 45 مليون كمامه من مصر للصين هل الكمامات المتاحة في مصر تصلح لمنع انتشار ونقل الفيروس المستجد؟
أن الصين طالبت مصر بتخصيص 145 مليون كمامة من خلال خط إنتاج أحد مصانع المستلزمات الطبية في مصر وتصديرها إليها خلال الأيام المقبلة، بعد أزمة كورونا وارتفاع معدلات شراء واقتناء الكمامات.
أن الأمل الوحيد لأزمة الصين هو دخول فصل الصيف حيث إن ارتفاع درجات الحرارة يساهم في قتل الفيروسات، خاصة وأنه حتى الآن لم تستطيع منظمة الصحة العالمية إنتاج دواء أو تطعيمات لعلاج فيروس كورونا، ولذلك لابد للمصنعين خلال الفترة الحالية التحرك سريعا لإيجاد بدائل للصناعة قبل حدوث أي نقص في الدواء،
أن مصر تنتج سنويا ما يقارب 60 مليون كمامة وتستورد من الصين قبل الأزمة 3 أضعاف الإنتاج المحلى لكى تكفى حاجة الاستهلاك بنحو 180 مليون كمامة، والفترة الحالية يشهد السوق المحلى مخزونا كافيا من الكمامات لحين البحث عن بديل لدولة الصين لتعويض الأسواق بالكميات المطلوبة.
أن الإنتاج المحلى من الكمامات في مصر لا يكفى حاجة الاستهلاك المحلى، والاعتماد الرئيسي كان على الاستيراد من الصين لان أسعارها أقل من سعر المنتج محليا، إلا أن الفترة الحالية سيبحث المستوردون عن دول بديلة للاستيراد بأسعار منافسة بعد أزمة الصين ومنها فيتنام والهند وإندونيسيا وكوريا.
وتابع، أن استخدام الكمامات لا يقتصر فقط على انتشار العدوى أو الاتربة، وإنما يستخدم فى المستشفيات، ومصانع الدواء، ومعامل التفاعلات المختلفة، وغيرها من الأماكن الذى يفضل العاملون فيها ارتداء كمامة للحماية من انتقال أي فيروسات أو أتربة.
وكيف انها نشطت بعد ظهور الفيروس.
أن فيروس “كورونا” المستجد، مثل فيروس (سارس)، ومتلازمة (MERS) يكن أن يظل نشطًا ومُعديًا على الأسطح المعدنية أو الزجاجية أو البلاستيكية الملوثة بالعدوى لمدة تصل إلى 9 أيام في المتوسط في درجة حرارة الغرفة التي تتراوح بين 15 و20 درجة مئوية في المتوسط. إن كورونا المستجد من عائلة الفيروسات التي لها غشاء دهني وتتأثر بشدة بالمطهرات، لذلك من السهل جدًّا القضاء عليها بالمطهرات، مثل المياه والصابون والكحول والإيثانول ومياه الأكسجين وغيرها من المطهرات، إذ إن المطهرات أيًّا كان نوعها تؤثر على هذا الفيروس وتقلل من تركيزه على الأسطح، لكن يفضل أن تكون بتركيزات مناسبة؛ حتى تقضي تمامًا على الفيروس.
وهل أسعارها زادت بسبب الاقبال الشديد عليها ؟
أن هناك ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار فقد زادت أسعار الكمامات أكثر من 500% ووصلت إلى 5 جنيهات للواحدة بعد أن كان سعرها جنيها واحد بسبب الإقبال الشديد من المواطنين على الشراء.
و أن الكميات الموجودة في الأسواق حاليا تغطى حجم الطلب عليها وأن مصر تنتج 60 مليون كمامه في العام ولا نستطيع تصدير كميات للخارج. أن معظم خطوط الإنتاج المخصصة لصناعة الكمامات الطبية كانت شبه متوقفة منذ سنوات نتيجة لتراجع الطلب عليها منذ انتهاء إنفلونزا الخنازير قبل نحو 8 سنوات،
ولكنها عادت لإنتاجها مؤخراً مع ارتفاع الطلب في الوقت الحالي عقب مخاوف من فيروس كورونا المستجد ان إنتاج مصر المحلى من الكمامات لا يتعدى 3,5 مليون كمامة شهرياً من 7 مصانع فقط، وهذا الكم لا يكفى للاستهلاك المحلى.
دكتور القانون العام ومحكم دولي معتمد
وعضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان