منذ ظهور فيروس كورونا المستجد فى ديسمبر الماضى فى إحدى مدن الصين,ترك تداعيات خطيرة على الاقتصاد العالمي,وبخاصة أن الصين تحتل مكانة متقدمة فى التجارة الدولية وبخاصة الصناعية ,حيث وطدت الصين نفسها كمزود رئيسي للعديد من مدخلات ومكونات المنتجات المختلفة مثل السيارات والهواتف المحمولة والمعدات الطبية وغيرها وهو الأمر الذى وضعها فى منافسة تجارية شرسة مع الولايات المتحدة الأمريكية وبخاصة فى السوق الأوربى والاسيوى,الا أن تفشى المرض وتحوله الى وباء عالمي من خلال إنتقالة الى العديد من بلدان العالم وإصابة ما يزيد عن 150 الف وفق تقرير منظمة الصحة العالمية ,ومن المرجح أن تتزايد الاصابات حول العالم الى حين إتمام الجهود المبذولة سواء من الدول فرادى أو من قبل منظمة الصحة العالميةمن أجل إنتاج لقاح مضاد له ,ونتيجة لذلك إتخذت الدول التى نقل اليها الوباء إجراءات احترازية ووقائية تصل تكلفتها الاقتصادية الى مبالغ طائلة نتيجة تعطل التعليم والانتاج والمواصلات وحركة التجارة داخل المدن, بل باتت عملية التواصل الإجتماعى تسير فى اضيق الحدود وعن طريق وسائل الاتصال الحديث فقط أو تدور فى العالم الافتراضى,بل أوقفت العديد من الدول حركة الملاحة الجوية والرحلات الخارجية وهو ما ينعكس سلبا على قطاع السياحة ,لكن الحفاظ على حياة المواطنين تعد أكبر من ذلك بكثير,فقد قدر تقرير لمنظمة الأمم المتحدة خسائر التجارة الدولية خلال شهر فبراير فقط باكثر من 50 مليار دولار,تعد الصين أكبر المتضررين إقتصاديا ثم ياتى بعدها الاتحاد الاوربى ,ثم الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وغيرها,وما بالك بالدول النامية التى تعتمد إقتصاديتها على بيع المواد الخام ,لذا نجد أن صندوق النقد الدولى والبنك الدولى قدما مبادرة لمساعدة الدول النامية فى إطار الجهود المبذولة لمواجهه كورونا عن طريق تقديم المساعدات العاجلة والارشادات وغيرها مما يعزز الجهود الدولية لمكافحة الوباء ,وفى مصر كغيرهامن دول العالم التى طالها الوباء إتخذت إجراءات وقائية من أجل مكافحة إنتشار الفيروس مثل حظر التجمعات, وتعطيل الدراسة فى المدارس والجامعات لمدة اسبوعين مع القابلية للتجديد وفقا للمستجدات,وغيرها من الاجراءات,ووجهت القيادة السياسية برصد 100 مليار لمكافحة انتشاره واثارة, وفى مثل هذه الحالات تحتاج الدول الى التكاتف والتعاون لأن المسألة لا تخص دولة بعينها وإنما باتت تشغل المجتمع الدولى بآسره ,وعلى المستوى الداخلى لابد من تعاون المواطنين وتقديرهم للمسؤولية من أجل الحفاظ على حياتهم ووطنهم,من خلال إحترام الاجراءات الوقائية والحفاظ على النظافة المستمرة لهم ولاولادهم,حفظ الله مصر من كل مكروه,ونرفع أكف الدراعة الى الله لرفع البلاء.