الإخبارية/ محمد شمس
يمسك المصاب بالنوفوموبيا هاتفه من لحظة استيقاظه، وحتى قبل أن ينهض من الفراش، كما لاينتقل من مكان لآخر دون حمل التليفون معه، وتصل الأمور مع بعض المصابين أنهم يحملون ويستخدمون الهاتف في أي مكان يذهبون إليه، حتى لو كان الحمام، ويدور حديث المصاب مع كل من يتعامل معهم على الهاتف وتطبيقاته المختلفة كما أن هذا الارتباط المرضي يؤدي بالبعض إلى امتلاك اكثر من هاتف.
وقد يؤدي الابتعاد عن الهاتف الذكي في بعض الحالات إلى ظهور أعراض جسدية، فربما عاني من زيادة نبضات القلب، وارتفاع ضغط الدم.
ويعاني المصاب بالنوموفوبيا من آلام في المعصم والرقبة، والذي يرجع إلى كثرة استخدام الهاتف، بالإضافة إلى الشعور بالتشتت والإلهاء أثناء العمل أوالدراسة، وربما وصل الأمر لدى بعض المصابين بشدة بهذا الاضطراب إلى أعراض الصدمة لو فقدوا هاتفهم أوتعطل لسبب ما، وكذلك في حالات انقطاع الاتصال أوفقد الشبكة.
نشاط مراكز المكافأة
والإصابة برهاب الابتعاد عن الهاتف ترجع بحسب بعض علماء النفس إلى الدور الكبير الذي صارت الهواتف الذكية تلعبه في حياة الكثيرين، وبخاصة أن هذه الأجهزة تحتوي على كم ضخم من التطبيقات، وأصبح المستخدم يمد هويته الشخصية إلى الهاتف الذي يحمله في يده، ما تسبب في زيادة اهميتها بصورة غير مسبوقة، وصارت فكرة الابتعاد عنها أوغياب تغطية الشبكية لها تثير حالة من الخوف المرضي لدى البعض.
كذلك فإن علماء النفس يرون حالة من تفاعل دماغ المصاب بصورة مستمرة مع إشعارات الهاتف المتتالية على مدار اليوم، وهو ما يجعل مراكز المكافأة في الدماغ تنشط، وهي المسئولة عن إنتاج الدوبامين، كما تنشط عند الأكل أوشرب المواد الكحولية أوتعاطي المخدرات.
ويرجع البعض الآخر هذا الاضطراب إلى أن هناك حاجة لدى المصاب في أن يتواصل مع الاخرين، بالإضافة إلى وجود توقعات اجتماعية مرتفعة، وهو ما يلبيه نظام المكافأة في الدماغ.
وتؤدي طبيعة البشر في البحث عن الطريق السهل لما يقومون به من أشياء إلى اللجوء لاستخدام الهواتف الذكية، والتي توفر لهم التواصل مع الاخرين بأقل جهد ممكن.