كتب- محمد شمس
قد يتسبب رهاب الابتعاد عن الهاتف في الإصابة ببعض المضاعفات، والتي ترجع إلى الاستخدام المفرط للهاتف، ومن ذلك متلازمة رنين الهاتف، فيتوهم الشخص أن الهاتف المحمول يرن، بالرغم من أنه لايرن في الواقع، كما أنه يصاب في المراحل المتقدمة بهلوسات سمعية وبصرية، أوخداع بصري سمعي، كما أن البقاء لفترات طويلة على التليفون المحمول يؤدي إلى انعزال الشخص عن المحيط الاجتماعي والتفاعلي الحي معه.
كذلك فإن الاستخدام المفرط يؤدي إلى باضطراب النوم، حيث يؤثر الجهاز على العين بصورة سلبية من خلال الإشعاع الصادر عنه، وهو ما يؤثر في الدماغ عن طريق السيالات العصبية، والتي تنبه مركز الوظائف الحيوية بالمخ، وبالتالي ينبه نوبات النوم، فيظل الشخص مستيقظا.
ويترتب على بقائه مستيقظا شعوره بالجوع، وهو الأمر الذي يدفعه إلى تناول كميات كبيرة من الطعام، مما يؤيد إلى إصابته بالسمنة.
ويعتبر من المضاعفات الخطيرة التي يكون المصاب بالنوموفوبيا عرضة لها ضعف التواصل الاجتماعي، وهو يمكن أن يزيد من خطر التفكير في الانتحار وبخاصة مع التقدم في العمر، أن خطر إصابتهم بألزهايمر يزيد لو لم يتم علاجهم.
ابتعد عن الهاتف
يتحدد أسلوب العلاج بناء على شدة الإصابة بالنوموفوبيا، وبصفة عامة فإنه لابد من تدريب المصاب على إمكانية الاستغناء عن الهاتف الجوال.
ويعتمد علاج رهاب الابتعاد عن الهاتف على طرق العلاج السلوكي المعرفي، وتتحسن حالة المريض بعد عدة جلسات، ويمكن دمج بعض المهدئات مع مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان للحد من أعراض الارتباط بالهاتف، وذلك بالنسبة لبعض الحالات.
ويبدأ ذلك بتريب المريض عن التوقف عن النظر في الهاتف كل 5 دقائق، ثم يتم زيادته إلى 10 دقائق، ثم 15 دقيقة، ويتم ظيادة الفواصل الزمنية بشكل تدريجي.
نصائح مهمة
يوجه الأطباء النفسيون عددا من النصائح بهدف السيطرة على هذا الاضطراب، وأول هذه النصائح وضع قوانين استخدام الهاتف والالتزام بها، كأن يكون هناك أوقات محددة لايستخدم فيها الهاتف، وكذلك بعض الأنشطة لايتم استخدامه فيها بشكل تام كالقيادة والدراسة والمناسبات الاجتماعية.
وينصح كذلك بتعلم طرق الاسترخاء، والتي من الممكن أن تساعد في كبح الرغبة الملحة لاستخدام الهاتف والتطبيقات المتوافرة عليه، مع التوقف عن الزيارات المتكررة لمتجر التطبيقات، فزيادة التطبيقات تؤدي إلى زيادة الارتباط والانشغال بالهاتف.
ويجب على المصاب أن يجعل الأولوية للأشخاص قبل الهاتف، وهو ما يعني ألا ينشغل الإنسان بالنظر إلى الهاتف عن الحديث مع الشخص الذي أمامه.