اهتم دائما بمتابعة الدراما الإيجابية التي يكون هدفها الي جانب المتعة والترفيه والتسلية توصيل رسالة مهمة .. لذلك وجدتني اتابع بإهتمام كبير مسلسل ( الإختيار ) بطولة النجم المتألق أمير كرارة وتأليف باهر دويدار وإخراج بيتر ميمي .. القصة حقيقية عن البطل الأسطورة الشهيد أحمد منسي صائد الإرهابيين الذي صال وجال دفاعا عن الوطن فكان لابد من تكريمه بعمل يليق به ولكي تعرف كل الأجيال القيمة والمعنى من عرض بطولات هذا الشهيد الذي تشعر وانت تتابعه بمنتهي الزهو والفخر .. ويظهر فيه المعدن الأصيل للضباط المصري الذي يعلم أنه مشروع شهيد ولا يفكر في اهله وأسرته وكل مايهمه اسم مصر ..
مسلسل الإختيار تكريم يستحقه البطل الشهيد أحمد منسي فهو بطل خارق للعادة تم تصنيفه من بين أقوى مائة قائد صاعقة في العالم .. انجازاته تفوق الخيال فقد قام بإحباط ١٢٥ عملية إرهابية فى سيناء وأنقذ حياة ٦٠٠ جندى فى ٤ شهور .. وهو الذي نجح في القبض علي المجرم عادل حبارة الذي ارتكب مجزرة رفح من قلب غزة ف ٩ دقائق
وهو الذي دخل جبل الحلال قبل تطهيره ب١٤ يوم ومكث به كل هذه الفترة وسط الإرهابيين ورصد كل تحركاتهم و إتصالتهم وقبض على شبكة تجسس فى سيناء ظلت تعمل لمدة ٣ سنوات .. وقام تنظيم داعش الإرهابي برصد مليون دولار لقتله
.. هذا البطل قام يوم إستشهاد زميله العقيد رامى حسنين بإنزال أكبر قوات في سيناء بعد حرب أكتوبر وبتصفية ٣٨٩ إرهابى والقبض على ١٢٠ منهم
وتم تكليفه بالقبض على ٧ تكفيريين شديدى الخطورة وأصيب بطلقة بذراعه بعد أن قتل ٥ منهم .. وابرز ماكان يميزه انه كان يتقدم زملاءه والجنود فى المداهمات والكمائن ويحرص على حياتهم .. و نجح فى أن يجعل ٨ أنفاق كماشة للتكفريين وقضى عليهم ..
وعلى الجانب الآخر كشف المسلسل خيانة هشام عشماوى الذي كان ضابطا بالقوات المسلحة وأفشى أسرارا عسكرية مهمة فكبَّد الوطن خسائر فادحة وارواح لا تعوض منها مذبحة رفح الأولى التي استشهد فيها 16 ضابط ومجند .. وحادثة الواحات والهجوم على أكثر من ارتكاز أمنى فى نفس الوقت … وأظهر المسلسل أن الضابط الفاسد أشد خطورة من أى تهديد خارجى لأنه يسهل مهمة الأعداء في الحصول علي خرائط بأماكن التمركزات وكافة المعلومات التى لم يكونوا ليعرفوها إلا من شخص داخل الجيش ..
اعتقد ان الدراما في حاجة لمزيد من هذه الاعمال الإيجابية التي تغرس الوطنية في نفوس شبابنا الذي افتقد في السنوات الأخيرة القدوة التي يقتدي بها وتجعله يسير في الاتجاه الصحيح .. ويحسن ( الإختيار ) بأن يكون مثل أحمد منسي وليس مثل هشام عشماوى …