الميت بسبب “كورونا” شهيد وشيوخ الطب أجمعوا على أن الصيام يقضى على “كورونا”
هناك فرق بين فريضتى الصوم والصلاة فى التعامل مع “كورونا”
من يرفض دفن الموتى بكورونا يعتدى على تكليفات الله
كتب عادل احمد
قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن الأصل فى الصوم أنه فريضة ثابتة وواجبة على كل مسلم بالغ مقيم قادر ليس عنده مانع من الصيام، لكن الحالة التى تعيشها البلاد بسبب انتشار فيروس “كورونا” تجيز لبعض الفئات عدم الصيام لأن منظومة الشريعة قائمة على التخفيف وهى المظلة الكبرى التى جاء بها الإسلام “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر”، موضحا أن الإفطار يكون بضوابط وشروط معينة، مشيرا إلى أن عدم الصيام بعذر المرض يحتاج إلى استطلاع رأى أهل الاختصاص وهم فى هذه الحالة الأطباء، لافتا إلى أنه منذ بدء الأزمة عقدت الدار عدة اجتماعات مع أساتذة كبارة من شيوخ الأطباء، وكلهم أجمعوا على أن الصيام عامل مساعد على القضاء على الفيروس لأنه يقوى جهاز المناعة، وهو أمر ثابت عمليا بأباحثا ودراسات كثيرة، والفيروس لا يهاجم إلا ذوى المناعة الضعيفة، ولذلك يجوز للمرضى بكورونا، والأطقم الطبية من أطباء وتمريض الإفطار حتى لا يؤثر الصيام عليهم بأن يؤخر الشفاء أو يفاقم المرض.
وأضاف، فى حواره مع الإعلامى سمير عمر، ضمن حلقة الليلة من برنامج “أهل مصر” على قناة سكاى نيوز عربية، أن المنادين بعدم الصيام استنادا إلى قوله تعالى “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة” مخطئون لأن دار الإفتاء طبقت الاستدلال الصحيح للآية على المرضى والمتعاملين معم من أطباء وتمريض، فهؤلاء هم الذين يجب عليهم عدم إلقاء أنفسهم إلى التهلكة، لأن الإنسان قبل البنيان، والساجد قبل المساجد، لكن لم تطبق الاستدلال مع الأصحاء لأن الصوم ليس تهكلة بالنسبة لهم بل نجاة من الفيروس.
وردا على سؤال حول سبب إغلاق المساجد بسبب أزمة كورونا بينما لم يتم إلغاء الصيام، أوضح علام أن هناك فرق بين فريضتى الصوم والصلاة، فالأولى سرية بين العبد وربه ولا تحتاج إلى اجتماع أو جماعة، بينما الصلاة فريضة جماعية كما فى الصلاة العادية أو صلاة الجمعة أو صلاة التراويح فى رمضان، وهذه الاجتماعات ممنوعة استجابة للإجراءات الاحترازية التى طبقتها كل دول العالم لأنها بيئة خصبة لانتشار الفيروس وهو أمر فيه ضرر كبير على الناس، ولذلك يجوز تعليق الصلاة فى المساجد، بينما لا يجوز إباحة الإفطار للقادرين عليه.
وأشار علام، إلى أنه لا يجوز الامتناع عن دفن أى إنسان لأن الله كرم الإنسان من مبدأ الإنسانية، والتكريم يقتضى عدم الانتقاص من حقوقه ومنها تغسيله عند موته وتكفينه ودفنه، ومن يرفض دفن إنسان لأى سبب يكون قد انتقص من التكليف الإلهى، مشيرا إلى أن وزارة الصحة تتخذ كافة الإجراءات التى تحمى الأخرين، وتطمئن جميع الناس بأن الفيروس لا ينتقل من جسد الميت إلى السليم، ولذلك لا داعى للتخوف، وكان ينبغى سؤال أهل الذكر وهم وزارة الصحة، قبل التصدى لفدن أى متوفى، مؤكداً أن المتوفى بمرض كورونا شهيد قياسا على الميت بالطاعون الذى شهد له النبى بالشهادة.
وجدد علام، فتواه بأن الأمن مقدم على الرزق بحكم الواقع والتجارب التى تثبت كل يوم أن الاستثمارات لا تتحقق إلا بعد التأكد من توافر الأمن وهو عامل حيوى من عوامل تحقيق التنمية، مشيرا إلى أن عمال اليومية وغيرهم ممن تضرروا بالإجراءات الاحترازية، ربما لا يدركون أن هذه الإجراءات تحمى الجميع بمن فيهم عمال اليومية، مشيرا إلى أن الدار سارعت إلى مساعدتهم بمناشدتها القادرين بإخراج الزكاة مبكرا، والتصدق بأموال العمرة خاصة أنها نافلة لا يتعدى آثرها شخص المعتمر، بينما الخير الذى يتعدى آثره الشخص نفسه إلى غيره أفضل بكثير.