والدى أنطق الحيوانات والطاولة والمشاريب
والدى اخترق مناطق لم يقترب منها أى شاعر
نجل فؤاد حداد: لم أرث الشعر عن والدى
كتب عادل احمد
قال الشاعر والمهندس أمين فؤاد حداد، نجل الشاعر الكبير الراحل فؤاد حداد، إن فكرة “المسحراتى” بدأت عام 1964 عندما خرج والده من المعتقل بعد 5 سنوات خلف القضبان، موضحا أن الإذاعة عرضت الفكرة على الشاعر الراحل صلاح جاهين، لكنه رشح والده لها، كما تم ترشيح المطرب والملحن سيد مكاوى لتلحينها وأدائها، مشيرا إلى أن والده صمم “فورم” للحلقات يتكون من 5 أجزاء وسار عليه لمدة 30 حلقة التى كان متفقا عليها، لكن النجاح الذى حققته جعلت الإذاعة تكرر التجربة لمدة 10 سنوات، ولم تكن الفكرة مجرد إيقاظ الناس لتناول السحور وإنما استغلها والده لإيقاظ الناس من غفلتهم، وانتقاد للأوضاع الاجتماعية والسياسية، لدرجة أنه كتب منها حلقات عن نكسة يونيو، ووفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ونصر أكتوبر، والقضية الفلسطينية، وغيرها من القضايا العربية والإسلامية لأن والده كان يؤمن بالتراث والتاريخ العربى، ويرى أن هذا التراث هو القادر على مواجهة إسرائيل وتحرير فلسطين.
وأضاف، فى حواره مع الإعلامى سمير عمر، ضمن حلقة الليلة من برنامج “أهل مصر” على قناة سكاى نيوز عربية، أن والده كان موهوبا ومحبا للغة العربية الفصحى والعامية، وكان منحازا للمجتمع خاصة الغلابة، وانضم إلى اليسار الأمر الذى جعله قريبا من الناس وهو ما ظهر فى “الحضرة الذكية” التى يظهر بها شق صوفى يتجسد فى الذوبان فى المحبوب، كما ظهر فى “الرقصات” بعد فلسفى يتمثل فى إنطاق الحيوانات مثل الحمار والفأر والثعبان وغيرها، والجماد مثل الطاولة والمشاريب، وغيرها لافتا إلى أن صلاح جاهين عندما عرف أن حداد يكتب عن الحيوانات والجماد قال: “فؤاد حداد فتح لنفسه سكك وتطرق إلى مناطق لم يقترب منها أى شاعر من قبل” ولذلك جاءت المجموعة مليئة بالتأمل والربط بين الحيوانات والشخصيات الحقيقية.
وأشار أمين، إلى أن والده فؤاد حداد، وحماه صلاح جاهين كان متجاورين وقريبين من بعضهما لأنهما كبار وكل منهما يعرف قيمة الآخر ويكتب عنه، ولذلك توطدت العلاقة بينهما حتى أصبحت مصاهرة إذ تزوج أمين من ابنة صلاح جاهين، مؤكدا أنه لم يرث الشعر عن والده لكنه يحاول اقتفاء أثره فيما يكتب.