المعدة بعد فترات الصوم الطويلة تصدم بكميات أكل مقبلة عليها، تجدها تستنجد وتطلب الحماية، تتبعها آلام وانتفاخات وعسر هضم وشبه شلل عن الحركة بسبب عدم وجود تناسب كيميائي بين انواع المأكولات، إذ قد لا تتوافق مع المواد التي تفرزها المعدة للهضم.
ثم تبحث عن أدوية للحرقان وأخرى لتخفيف الألم والهضم وفوار لإراحة المعدة ومذيبات للشحوم ومكملات للحرق وتخفيف الوزن وغيرها من الأدوية، التي ستتزاحم مع ذلك الفوج من الأطعمة داخل المعدة وقد لا تسمح لها بالعمل.
الحل بسيط وغير مكلف، لن أقول امتنعوا عن الطعام، بل أن وجبة الطعام الواحدة يجب أن تحتوي على المجموعات الغذائية الأساسية “البروتين، النشويات، الدهون” ويجب عدم جمعها في وجبة واحدة، ويجب تناول كل مجموعة غذائية على حدة في وجبات متباعدة، وإن كان ولابد؛ يتم الجمع بين مجموعتين فقط بشرط أن تكون كمية إحداهما أكثر بكثير من الأخرى.
الأمريكييون ينفقون ما يزيد على ملياري دولار سنويا على الأدوية المساعدة للهضم، خصوصا أنهم مشهورون جدا بالجمع بين البروتين والنشويات، فمن المستحيل أن ترى لحما يقدم دون أرز أو مكرونة أو بطاطس أو خبز.
ويقدر ما يتناوله الإنسان من طعام خلال متوسط عمره بنحو 50 طنا، وعلى الجهاز الهضمي أن يتعامل معها يوميا وبتواصل، لذا تشكل كميات الطعام وخلط أنواعه عبئا كبيرا عليها، فالمعدة لديها القدرة على إفراز نوع واحد من العصارة المعدية لهضم نوع محدد من الطعام، ولا تكن له فائدة مع غيره وقد تختلط العصارات فيبطل بعضها عمل بعض فتعجز عن العمل.