كتبت – منى قطب
يعتقد الباحثون أن الرجال المصابين بالصلع أكثر عرضة للإصابة بالحالات الخطيرة لوباء كورونا، ويعتقدون أن هناك ارتباطا قويا جدًا بين هاتين الحالتين لدرجة أنهم طالبوا بإدراج الصلع كعامل خطير في الإصابة بكورونا أطلقوا عليه «أشارة جابرين» في إشارة إلى دكتور فرانك جابرين، أول طبيب أميركي أصلع يموت بسبب فيروس كورونا.
ويقول المؤلف الرئيس للدراسة، البروفيسور كارلوس وامبير، من جامعة براون اعرق الجامعات الأميركية، لصحيفة التلغراف: «نعتقد حقًا أن الصلع هو مؤشر مثالي على شدة الإصابة بكورونا».
وافترض العلماء مؤخرًا أن الفيروس التاجي أكثر فتكًا للرجال من النساء بسبب هرمون التستوستيرون الذي يكثر إفرازه لدى الرجال.
واكتشف الأطباء الإيطاليون سابقًا أن المرضى الذين يتلقون علاجًا بالحرمان من الأندروجين، وهو هرمون الذكورة، الذي يخفض مستويات هرمون التستوستيرون بشكل جذري، كانوا أقل عرضة للوفاة بسبب فيروس كورونا بمعدل أربع مرات.
ويشير العلماء إلى أن هناك بروتين يطلق عليه TMPRSS2 يساعد هرمون التستوستيرون على إفرازه، وأن الفيروس يستخدم هذا البروتين لمساعدته على فتح الخلايا.
ويدرس الباحثون في معهد لندن لأبحاث السرطان هذا الرابط بشكل مكثف، بينما تبحث جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس علاج الحد من هرمون التستوستيرون للمساعدة في علاج الفيروسات التاجية.
ويمكن أن يفرز التستوستيرون مادة ديهدروتستوسترون، التي تؤدي إلى تساقط الشعر، على الرغم من من صحيفة ساوث تشاينا مورونغ بوست أوردت، أنه من الممكن أن يكون لدى الشخص مستويات منخفضة من هرمون التستوستيرون ولكن أيضا مستويات عالية من الديهدروتستوسترون.
هذه البيانات الجديدة عن الصلع تزيد من إمكانية استخدام العقاقير التي تحد من إفراز هرمون التستوستيرون في معالجة أو إبطاء الفيروس.
وقد جرت مناقشات حول تجربة استخدام أدوية الصلع لعلاج الفيروس التاجي، وكشفت دراسة أجريت على 122 مريضا في ثلاثة مستشفيات في مدريد أن 79% من هؤلاء المرضى كانوا صلعاء.
ويقول نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة سرطان البروستاتا، هوارد سولي، لمجلة ساينس: «الكل يلاحق الرابط بين الأندروجين ونتائج كوفيد- 19».
وتقول مديرة السياسة في سرطان البروستاتا بالمملكة المتحدة، كارين ستالبو، «كان هناك العديد من الأبحاث الحديثة التي تشير إلى احتمال وجود صلة بين هرمونات الذكورة وزيادة خطر الإصابة بكوفيد-19».
وقد دفع هذا بعض الباحثين إلى التحقيق فيما إذا كانت العلاجات الهرمونية المستخدمة بشكل شائع لعلاج سرطان البروستاتا، مثل إنزالوتاميد، يمكن أن تقلل خطر الإصابة من كوفيد-19.
ويقول الباحثون أن هناك الآن العديد من الدراسات السريرية التي بدأت تأمل في معالجة هذه القضايا، و«لكن هناك حاجة إلى المزيد من الأدلة قبل أن نتمكن من معرفة ما إذا كانت هذه العلاجات الهرمونية ستكون علاجًا فعالًا لكوفيد-19».
ويحذر الباحث بمعهد أبحاث السرطان، البروفيسور نيك جيمس، من استخدام علاج الحد من التستوستيرون كإجراء وقائي بسبب آثاره الجانبية الشديدة.
وأوضح لصحيفة ذي ميل يوم الأحد: «إن تناول هذه الأدوية هو المعادل الذكوري للوصول لسن اليأس». و«من شبه المؤكد أنك ستسبب ضررا أكثر مما تنفع».
وفقًا لمؤسسة الصحة بالمملكة المتحدة، يعتبر أصحاب الحالات التالية معرضين للغاية للإصابة بكورونا: الأشخاص الذين خضعوا لعملية زرع عضو، أو الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيميائي أو علاج الأجسام المضادة للسرطان، أو العلاج الإشعاعي المكثف، أو علاجات السرطان التي تؤثر على الجهاز المناعي، أو الأشخاص الذين يعانون من سرطان الدم أو نخاع العظام أو كانوا قد خضعوا للعلاج بنخاع العظم أو زرع الخلايا الجذعية في الأشهر الستة السابقة، أو ما زالوا يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، أو أولئك الذين يعانون من حالة رئوية حادة، أو أولئك الذين يعانون من حالة تعرضهم لخطر الإصابة بالعدوى أو يتناولون أدوية ما يجعلهم أكثر عرضة للاصابة بكوفيد-19.
وتشمل قائمة الأشخاص المعرضين لخطر معتدل ما يلي: أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا، والأمهات الحوامل، وأولئك الذين يعانون من أمراض رئوية ليست شديدة، والذين يعانون من أمراض القلب، ومرضى السكر، والمصابين بأمراض الكلى المزمنة، والذين يعانون من أمراض الكبد، أو مرض يؤثر على الدماغ أو الأعصاب والذين يعانون من السمنة المفرطة.