في الأيام الماضية ارتفع عدد المصابين يوميا في مصر بفيروس كورونا إلى أكثر من 1691، كما زاد عدد المتوفين من متوسط 36 حالة يومية إلى 97 حالة، وهذا ما أعلنته الجهات الرسمية وهي نسبة عالية جدا، وقفزة مرعبة في عدد الإصابات والوفيات، وبلا شك هناك حالات كثيرة أصيبت بهذا الفيروس، ومنها توفيت ولم تعلم عنها الأجهزة الطبية المختصة.
والحقيقة المؤكدة أن الدولة والحكومة لم تدخر وسعًا وجهدًا ومالًا وقامت قدر المستطاع بمكافحة هذا المرض من إجراءات احترازية ووقائية من تعقيم وتطهير كافة المصالح الحكومية والمنشآت والشوارع والميادين وذلك بصفة مستمرة، بالإضافة إلى تطبيق إجراءات الحظر الجزئي وهو من 8 مساء إلى 4 صباحًا؛ حيث لايمكن أكثر من ذلك؛ لأن الحظر الكلي سوف يؤدي الي شلل وانهيار في الاقتصاد القومي، كما تم غلق النوادي والكافيهات وكافة التجمعات والسماح للمصالح الحكومية العمل بنصف قوتها وإعطاء النصف الآخر إجازات مع الاحتفاظ بكافة حقوقها من الأجر والحوافز وكافة شيء.
ومن الأسباب الرئيسية لانتشار هذا الفيروس وارتفاع المصابين والوفيات إلى هذه الأرقام المفزعة أن المواطنين المصابين بالفيروس لم يهتموا بالتعليمات الاحترازية، ولم يلتزموا بالعزل المنزلي ومارسوا حياتهم بصورة طبيعية وتجولوا في الشوارع والأسواق والكافيهات السرية التي تمارس أنشطتها بعيدا عن الأجهزة الشرطية، ومنهم من يذهبون إلى أعمالهم؛ سواء العام أو الخاص يوميًا واختلطوا بالأقرباء والأصدقاء والزملاء وعامة الناس دون أن يخبروهم أنهم مصابون بالمرض، وهؤلاء المصابون غير أمناء مع أنفسهم ومع ربهم؛ لأنهم هم المصدر الرئيسي للعدوى وانتشار الفيروس بهذا الشكل المخيف.
ويجب أن يعلم هؤلاء المصابون بفيروس كورونا الذين يتحركون بحرية وسط المواطنين أنهم يعرضون حياة الناس للخطر، لأنهم من الممكن أن ينقلوا المرض إلى إنسان ضعيف المناعة أو مريض بالقلب أو غيره من الأمراض ولا يتحمل مضاعفات الفيروس ويؤدي بذلك إلى وفاته، ويكونون هم المسئولون أمام الله عن وفاته.
كما يعتبر ذلك الفعل في حكم القانون قتل مع سبق الإصرار؛ لأنه يعلم أنه مريض بمرض معدٍ يؤدي إلى الهلاك ومع ذلك يختلط بالناس متعمدًا.
ولذا على هؤلاء المصابين أن يتقوا الله ويلزموا بيوتهم فترة العزل ؛ وهي 14 يومًا ولا يخرجون إلا في حالة الضرورة القصوى، مع أخذ كافة الاحتياطات التي لا تؤدي إلى العدوى حتى يعافيهم الله من هذا البلاء؛ لأنهم سوف يحاسبون يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم؛ وذلك عن الأنفس البريئة التي ازهقت بسبب رعونتهم وتهورهم ونشرهم هذا المرض بين الناس.
mahmoud.diab@egyptpress.org