كنا نظن أن وباء كورونا هو الذي سيغير العالم، ولكن جاء مقتل “جورج فلويد” الأمريكي من أصل أفريقي، ليقلب العالم رأسا على عقب .. ويؤجج الاحتجاجات ضد العنصرية والظلم، ليس في أمريكا وحدها، وإنما في مختلف أرجاء الكرة الأرضية.
بعد تشييع جنازة جورج فلويد بحوالي أسبوع، جاء توقيع ترامب على الأمر التنفيذي، الذي يقضي بتقديم حوافز لإدارات الشرطة لتحسين الأداء، من خلال ربط تقديم المنح الفيدرالية لـ “أفضل الممارسات”. وتخفيف التصعيد والحد من استخدام القوة مع المتهمين.
وفي الوقت نفسه يعمل نواب الكونجرس من الديمقراطيين والجمهوريين على إعداد إصلاحات في القوانين والتشريعات التي تنظم عمل الشرطة. كما سيتم إنشاء قاعدة بيانات اتحادية للشكاوى ضد الضباط. وكذلك نشر أخصائيين اجتماعيين، إلى جانب الضباط، للتعامل مع الحالات غير العنيفة التي تنطوي على إدمان المخدرات أوالتشرد.
وقال ترامب إنه “سيتم حظر لجوء الشرطة للضغط على الرقبة عند تقييد الحركة إلا إذا كانت حياة الضابط في خطر”. وأضاف: “الجميع قالوا إن الوقت قد حان، وعلينا أن نفعل ذلك”، مشيرا إلى إن الحكومة تبحث استخدام “أسلحة أقل فتكا لمنع التعاملات القاتلة”.
ورغم أن ترامب أدان مقتل جورج فلويد، فقد رفض الآراء التي تصف ما حدث بأنه جزء من عنصرية متأصلة في قوات الشرطة الأمريكية.
مع ذلك انتقد الكثيرون هذه الإجراءات التي اتخذها البيت الأبيض ووصفوها بأنها غير كافية لتحقيق “الإصلاح العميق” الذي يسعى إليه الكثيرون.
النائبة الديمقراطية نانسي بيلوسي، رئيس مجلس النواب، قالت إن الأمر التنفيذي “أقل، بشكل محزن وخطير، مما هو مطلوب لمكافحة وباء الظلم العنصري. وتابعت: “خلال هذه اللحظة من الألم القومي يجب أن نصر على التغيير الجريء، وليس القنوع بالحد الأدنى.”
وقد كان تشييع جنازة فلويد مناسبة عامة لتكريمه باعتباره من ضحايا العنف العنصري. وأطلق عليه المشيعون ألقابا وأوصافا، من مثل: “بيج فلويد” -الأب والأخ والرياضي والموجِّه، وقوة التغيير الحالية. تحولت الجنازة إلى مسيرة إشادة بالرجل “المجهول” الذي أثار موته غضبًا عالميًا ضد وحشية الشرطة الأمريكية والتحيز العنصري.
المئات ممن يرتدون الكمامات ملأوا إحدى كنائس هيوستن لتشييع الجنازة، حيث أشعل مقطع الفيديو الملتقط بالهاتف المحمول مشاعر الحضور، وتضمن مناشدات فلويد: “لا أستطيع التنفس”، ومشاهد الاحتجاجات ضد العنف في جميع أنحاء أمريكا وحول العالم، مما أدى إلى تحويل فلويد، 46 عامًا، إلى رمز عالمي للظلم.
قال رودني، شقيق فلويد، للمعزين في الكنيسة: “العالم كله سيتذكره. إنه سيغير العالم.”
نعم ..لقد تحالف مقتل فلويد مع وباء كورونا، لينبه العالم إلى كثير من صور الظلم والقهر والاستغلال التي يمارسها الإنسان ضد أخيه الإنسان .. وليقول للجميع: لقد حان وقت تغيير العالم!!