عندما قامت ثورة ٣٠ يونيو ضد قوى الظلام التى صور لها خيالها المريض أنها قادرة على محو هوية المصريين الفراعنة أصحاب الحضارة العريقة ، وإبتلاع الدولة المصرية فى جوفها العفن ، لم يكن يتخيل هؤلاء الخونة ما سيفعله بهم شعب مصر الذى انتفض وخرج للميادين بالملايين على قلب رجل واحد ، ليؤكد للعالم أجمع أن مصر ليست فريسة سهلة المنال ، ولن تكون أبدا ومطلقا موطنا لدولة المليشيات والمرتزقة ، الدولة الإرهابية الإخوانية الإردوغانية الفاشية الغازية ، إمبراطورية الأوهام التى يحلم بها هؤلاء الأقزام ، فمصر عبر العصور والأزمنة والتاريخ كانت ولاتزال وستبقى الصخرة الصلبة التى تتحطم عليها مخططات قوى الشر والظلام التى تستهدف الوطن العربي والمنطقة.
إن القائد والبطل الزعيم عبد الفتاح السيسي الذى لبى نداء الشعب وتحمل المسؤولية وقاد سفينة الوطن بكل إخلاص وفداء، فأنقذ مصر والوطن العربى من الفناء ، ونجح باقتدار في إعادة مصر إلى مكانتها الدولية والإقليمية وكسب إحترام وتقدير دول العالم وشعوبها ، وثبت أركان الدولة المصرية الوطنية الحديثة ، عندما بدأ تنفيذ المشروع القومى الوطنى لتطوير وتنويع تسليح الجيش المصرى الذى أصبح فى المركز التاسع عالميا والأقوى عربيا متفوقا على تركيا وإيران ، وإعاد الأمن والأمان الذى كان مفقودا بالشارع المصري وقام أيضا بتطوير المنظومة الأمنية بوزارة الداخلية ، وتنفيذ مشروع تنمية سيناء وتطهيرها من الجماعات الإرهابية والتكفيرية ، وتنفيذ مشروع حفر قناة السويس الجديدة ، والبدء فى تنفيذ مجموعة من المشروعات القومية على رأسها الإصلاحات الإقتصادية التى كانت سبب رئيسى في تجاوز مصر لأزمة جائحة كورونا وأثرها ، وأيضا مشروع التأمين الصحي الشامل الذى يكفل الرعاية الصحية والطبية المتكاملة للمواطن ، ومشروع تطوير التعليم الذى يحقق التنمية المستدامة ، وكذلك التوسع فى إنشاء شبكات الكهرباء وشبكات الطرق والمناطق الصناعية الجديدة والمدن السكنية لجميع شرائح المجتمع ومشروع العاصمة الإدارية الجديدة وأيضا مشروع تطوير العشوائيات والإستصلاح الزراعى للمليون ونصف المليون فدان ومشروع الإستزراع السمكى بحيرة غليون ، فالرئيس يسابق الزمن لكى تلحق مصر بركب التطور والتنمية الذى تخلفت عنه منذ عشرات السنين ، وما تحقق فى ٦ أعوام قد أذهل العالم وجعل مصر السيسى محل تقدير وإحترام وإهتمام من دول العالم أجمع .
إن الإصلاح وتمكين الشباب هما جناحى التقدم والتنمية المستدامة لنهوض الدول ، وذلك ما دعى الرئيس للتأكيد على الإستمرار وبقوة فى مسيرة الإصلاح ومحاربة الفساد وتمكين الشباب .
ومن هنا كان استحواذ الشباب المصرى على قلب المشهد بعد عقود من التهميش ، ومنذ أن سن الرئيس السيسي سنة اللقاءات الدورية بشباب مصر من المحافظات المختلفة ، والاهتمام بالشباب وضخ الدماء الجديدة فى جميع الأجهزة التنفيذية بالدولة ، وكذلك إقامة مؤتمرات الشباب بنسقها المحلى والأفريقى والعالمى، حيث يعمل الرئيس على بناء نظام شبابى جديد ليصبح عماد الدولة المصرية .
إن تأكيد القيادة السياسية على ضرورة الدفع بالشباب إلى واجهة المشهد بعد تدريبهم وتأهيلهم لإكتساب الخبرات ، هو البداية الحقيقية لتدشين مبدأ القيادة المبدعة ، فالشباب يعني الإبداع والأفكار الجديدة ، والقيادة الشابة تعني الإدارة العلمية المتجددة ، الأمر الذي يفتح الباب واسعا للوصول إلى أعلى معدلات التنمية ، والقفز بخطوات ثابتة نحو اللحاق بركب العالم المتقدم في كافة المجالات ، مع الوقوف على أرضية ثابتة يدعمها التاريخ وتؤسس لها الجغرافيا .
وليس ثمة شك في أن التأصيل لبناء مجتمع جديد تتصدر واجهة القيادة فيه فئة الشباب كان يتطلب الحفاظ على طبقة المجتمع الوسطى وبسط مظلة الحماية الإجتماعية على كافة فئات المجتمع ، وهو ما كرست له برامج الحماية الاجتماعية التى وجه الرئيس الحكومة بالتكثيف منها .
وإنطلاقا من فكر الرئيس السيسي الهادف إلى تنشئة أجيال مبدعة من الشباب فقد جرى العمل على ربط الخطط والمشروعات البحثية فى الجامعات المصرية بإحتياجات الدولة والمجتمع ، وتكليفها بإيجاد حلول للمشكلات التى تواجه الدولة فى كل إختصاص ، ومن هنا كانت تكليفات الرئيس أيضا بالعمل على إنشاء ” حضانات للإبداع والإبتكار ” ، تحت رعاية المجلس الأعلى للجامعات ، بحيث يتم من خلالها توفير أوجه الدعم اللازم للشباب المبدعين فى كافة المجالات ، وتكليف مجلس الوزراء بالتنسيق مع وزارة الدفاع بتبنى مشروع الهوية لكل محافظة على أن يتم دراسته وتنفيذه من خلال خطة شاملة يتم عرضها خلال ثلاثة أشهر ، وتحت مظلة مشروع ” التحول لمجتمع رقمى ” الهادف إلى إتاحة الخدمات الرقمية بطرق بسيطة وتكلفة ملائمة لجميع المؤسسات والمواطنين من خلال منظومة رقمية متكاملة مؤمنة ، وقد دشن الرئيس عصر المدن الذكية والتحول الرقمى الذى يعد سمة من سمات إنجازاته ، حيث يعتبره الطريق الصحيح لبناء الدولة الحديثة ، التى يسعى لإرساء دعائمها للحاق بركب التنمية العالمية ، مستهدفا توفير مستقبل واعد للجيل الحالى والأجيال القادمة ، فالحرص على تحويل المجتمع المصرى لمجتمع رقمى يضمن تقديم خدمات متميزة للمواطنين من خلال معاملات إلكترونية وتوفير الوقت والجهد ويقضى على الرشوة والفساد ، ويضمن إنشاء ممر مصر الرقمى لتصبح مركزا عالميا لخدمات الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات .
إن المجتمع الرقمى هو المجتمع الحديث المتطور الذى يتشكل نتيجة للإعتماد على دمج تكنولوجيا المعلومات والإتصالات فى المنزل والعمل والترفيه ، وعلى مدى ست سنوات كانت الحرب على الفساد مهمة قتالية ، وأحد أشرس معارك الشأن الداخلي التي خاضها ولايزال يخوضها الرئيس السيسي بالتوازي مع معركتى التنمية الإقتصادية والعدالة الإجتماعية ، وهى المعركة الأخطر داخل البناء المؤسسي في إطار جهود الإصلاح الإقتصادي والتنمية والتطوير والتحديث ، والتي لا تعرف سوى حماية المال العام ، وحماية المواطنين من الفاسدين ومصاصي الدماء المتاجرين بقوت الشعب .
إن الدعم والمساندة التى تبديها القيادة السياسية في مصر لجهود الحرب على الفساد ، والضرب بيد من حديد على الفاسدين ، تتواصل بإطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي المرحلة الثانية من الإستراتيجية التي حددت عددا من الأهداف الأساسية ، ومنها تطوير الجهاز الإداري للدولة ليصبح على درجة عالية من الكفاءة ، وكذلك إعداد بنية تشريعية وقانونية داعمة لجهود مكافحة الفساد وتوسيع آفاق وأساليب التعاون الإقليمي والدولي في منع الفساد بكافة صوره .
إنها الموجه الثورية الثانية التى أطلقها القائد والزعيم الرئيس عبدالفتاح السيسى لإصلاح مؤسسات الدولة المصرية وتمكين الشباب
تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.