بسبب اختلاف البيئة واختلاف ثقافات المجتمعات واختلاف نمط المعيشة وغيرها من الأمور، كل ذلك يؤدي إلى اختلاف في وجهات النظر، لهذا سأقدم لكم بشكل مقتضب أصناف الناس عند اختلاف وجهات النظر فيما بينهم.
الصنف الأول وهو الصنف الأسوء ويدخل فيه فئة المنغلقين على أنفسهم، الرافضين لكل ما يختلف عنهم، وهم لا يحاورونك أساساً لظنهم أنهم يملكون الحقيقة الكاملة، وأن أي رأي مخالف لهم هو رأي خاطئ بدون نقاش، هنا لا أنصحك بمحاورتهم لأنك لن تنجح في إقناعهم حتى ولو كانت لديك أدلة وبراهين تثبت صحة كلامك، بل وستواجه الكثير من المتاعب فعلى سبيل المثال في المستوى الديني ستكون حينها كافراً وفي المستوى السياسي ستكون غير وطني ولديك أجندة خارجية وهكذا في باقي المستويات، وهذه الفئة الأكثر فتكاً ودماراً على المجتمعات.
أما من في الصنف الثاني فهم أفضل بقليل من الفئة الأولى لكنهم في نهاية المطاف يصنفون في رأيي الشخصي من الفئات المتعصبة كذلك، هؤلاء يتقبلون فكرة الحوار مع الآخر والتي هي غير متقبلة عند الفئة الأولى، يحاورون الطرف الآخر لكن ليس بغرض الفائدة وإنما يحاورنك فقط لإثبات صحة ارائهم، ولا يقفون عند هذا الحد بل يبذلون كل جهدهم كذلك في إثبات أنك على خطأ، وتتكون هذه الفئة من غالبية الناس في المجتمعات العربية، وهنا كذلك أنصحك بألا تتعب نفسك كثيراً بمناظرتهم بالرغم من وجود مساحة لتغييرهم لكنها مساحة ضيقة جداً.
في الصنف الثالث تبدأ العقلية بالتحسن، من يكونون في هذه الفئة يسمحون للطرف الآخر بمحاورتهم ويتيحون لهم ذكر أدلتهم وبراهينهم ويعتقدون أيضاً بإمكانية أن يكون الطرفان على حق حيث أن الحقيقة ليست بالضرورة واحدة فقط ويعتقدون كذلك بمقولة الإختلاف لا يفسد للود قضية، لكن السلبية الوحيدة لهذا الصنف تتمثل في حال أن الطرفين كانا على حق، هنا يحاولون في أسوء الأحوال أن يبينوا أنهم أقرب للحق من الطرف المخالف، لكن بالرغم من هذه السلبية أرى بالمجمل بأن إيجابيات هذه الفئة أكثر من سلبياتها.
أخيراً نأتي للصنف الأفضل، فهذه الفئة تتميز بعدة مميزات أهمها أن هدفهم في طرح وجهات النظر المختلفة هو الفائدة وليس الإنتصار على الطرف الآخر، كذلك من أهم إيجابياتهم أنهم يطرحون آرائهم لكن لا يجبرون أحداً على تبنيها والإقتناع بها، كذلك من مميزاتهم التواضع فهم يضعفون فيهم الأنا أو حب الذات، كذلك لديهم رحابة صدر في تقبل الطرف الآخر وإن خالفهم تماما.