يبدو أن الأتراك من النوع الذي لا يتعلم الدرس بسهولة .. وأنهم ممن يقعون في الجحر ألف مرة ولا يستوعبون الأمور جيدا .. وأن عنادهم المغلف بالغباء لن يؤدي بهم إلا الي الهلاك .. ودرس موقعة قاعدة الوطية العسكرية في ليبيا خير دليل علي ذلك .. فقد جاءت لهم التحذيرات واضحة والتأكيد ات علي أن ليبيا ليست سوريا يفعلون علي أراضيها مايحلوا لهم .. فكان الإصرار الغبي علي حشد المرتزقة الي ليبيا ضاربين عرض الحائط بكل تحذيرات العالم ..
علي مدي شهر كامل يحركون أسلحتهم ومنظومة الدفاع الجوي المكونة من 9 منصات الي قاعدة الوطية في أقصى غرب ليبيا علي بعد 30 كم من الحدود التونسية ..
ظن الأتراك أن زعيمهم الأهوج اردوغان سيأخذهم الي النعيم وسيستولون علي النفط الليبي وكل مقدرات هذا الشعب المطحون منذ سنوات بسبب الأطماع الخارجية والتمزق الداخلي والمليشيات المسلحة التي تسببت في حالة من عدم الأمان والاستقرار في البلاد ..
انطلق الأتراك مدفوعين بأطماعهم التي بلا حدود ورغبتهم المجنونة في حلم إعادة الدولة العثمانية فراحوا ينصبون دفاعاتهم الجوية لتصبح ذراعهم الطولي في السيطرة والضرب والاستيلاء .. فجأة وبدون أي مقدمات نجحت طائرات مقاتلة مجهولة في القضاء علي هذه المنظومة الدفاعية وتدميرها وسط ذهول الأتراك الذين لم يصدقوا ماحدث لهم ولكنهم تأكدوا انهم لن يهنأوا بوجودهم علي أرض ليبيا ..
حصيلة الخسائر بالنسبة لهم كانت فادحة ليس علي مستوي المعدات التي تم تدميرها بل علي مستوي القتلى حيث سقط 52 بينهم 12 تركيا منهم قائد كبير ومجموعة من الضباط و الجنود والباقي من المرتزقة الذين شحنتهم من سوريا الي ليبيا أو من المليشيات الليبية المختلفة ..
معركة الوطية درس قاس للأتراك يكسر أنف أردوغان والمرتزقة الذين يحشدهم بتمويل قطري طمعا في خيرات ليبيا ونفطها لينقذ نفسه من الفشل الذريع الذي يعاني منه بعد أن فقد شعبيته في تركيا وأغرق البلاد في مشاكل وأزمات في مختلف القطاعات ..
وقد شهدت بني غازي مظاهرات حاشدة ضد أردوغان ورئيس الوزراء الليبي غير الشرعي فايز السراج تطالب بعدم تدخل تركيا في شؤون ليبيا وعدم الاعتراف بكل الاتفاقات التي وقعها أردوغان مع السراج ..
ومايزعج أردوغان حاليا هو رفض الدول الثلاثة مصر وتونس والجزائر وهي دول الجوار بالنسبة لليبيا لوجوده ومحاولة سيطرته علي مناطق استراتيجية في ليبيا هو ماحذرت منه مصر كثيرا .. وأكده أيضا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي أشار الي ان حكومة السراج تجاوزتها الأمور ولا تعبر عن الليبين .. وان ليبيا لن تكون صومال جديدة يأتي اليها المرتزقة من كل مكان ..
والسؤال الآن هل تعلم أردوغان من موقعة الوطية ويرحل عن ليبيا أم أنه سيواصل عناده وتتحول ليبيا الي مقبرة كبيرة للأتراك واطماعهم ؟! ..
Hananghanem44@yahoo.com