الفارق كبير جدا بين مصر واثيوبيا. . ليس علي مستوي القوة العسكرية ولا الجاهزية والاستعداد النفسي والمعنوي .. انما فارق في التركيبة عموما تجعل مصر لها الغلبة حيث يمثلها شعب واحد لافرق بين مسلم ومسيحى .. كلنا مصريون والهدف واحد وهو تقدم الوطن وبناء دولة لها جذور من الآف السنين ويقودها رئيس أمين علي شعبه يرعى الله فيهم ولا ينظر إلا أن يعيشوا في أمان واستقرار حياة كريمة تليق بكوننا مصريين ..
وفي مشكلة مفاوضات سد النهضة وضح الفارق .. مصر مطالبها محددة وغير مجحفة ولا تريد إلا الحياة .. والماء هو شريان الحياة بالنسبة لشعبها .. أما إثيوبيا فتسعي الي تنمية لا يمكن أن ننكرها عليها ولكن ليس علي حساب 100 مليون مصري .. القضية واضحة والمماطلة نوع من العند الذي لن يوصل الأمور إلا الي طريق مسدود سيجعلنا نؤمن مقدراتنا بالطريقة التي تناسبنا .. خاصة أن مصر طرقت كل الأبواب ووضعت الأمر كله أمام العالم حتي لا يلومنا أحد في يوم من الأيام .. وحتي الساعات القليلة الماضية لم تشر مصر من قريب ولا بعيد الي الحرب أو استخدام القوة لأن الحروب ليست هي اللغة التي تتحدث بها مصر التي تسعي دائما الي السلام .. وهو أمر متفاهم عليه بين القيادة السياسية والشعب المتماسك دائما .. والمفاوضات تستحق أن يطلق عليها ( معركة الصبر ) ..
أما إثيوبيا فهي بلد المائة لغة و الثمانين جماعة عرقية .. و أقلية التيجراي الحاكمة و تديرها ارملة زيناوي رئيس الوزراء السابق .. و أغلبية الأورومو التي ينتمي اليها آبي احمد أول رئيس وزراء من تلك الطائفة .. و الامهرية التي تمثل ثاني اكبر مجموعة عرقية و لغتها هي اللغة الرسمية لاثيوبيا و ينتمي اليها الإمبراطور الاسبق هيلاسيلاسي و الرئيس الاسبق منجستًو هيلاماريام .. الي جانب عشرات الأقليات .. و يعيش فيها أغلبية مسلمة ، تواجه تحدي تمدد خلافات قديمة و انقسامات لم تلتئم و سنوات من تحكم أقلية زيناوي بالحديد و النار و فسادها ضد جموع الأغلبية .. بالإضافة الي تفشي الفقر و تمتع أقلية بالثراء .. و المظاهرات التي اندلعت مؤخرا اثر اغتيال مطرب شهير ينتمي الي الاورومو كشفت هشاشة النظام الذي وقف عاجزا امامها .. وأثبتت أن إثيوبيا لن تقوي علي مواجهة مصر في أمر مصيري وهو مياه النيل خاصة وأنها تعلم جيدا ان مصر في أشد الحاجة الي المياه علي عكس إثيوبيا التي تتوافر لها مصادر عديدة لمياه وفيرة .. والأمر أصبح يحتاج الي أطراف منصفة وقادرة علي فرض الرأي وليس مجرد استعراض الموقف وتأجيل القرار من أجل حصار مصر التي تحارب في كل الجبهات منذ عام 2011 وهي تتحدي محاولات هز استقرارها الهدف الذي يسعي إليه كل المجرمون !
Hananghanem44@yahoo.com