انتشرت في الفترة الأخيرة حوادث غريبة وشاذة على المجتمع المصري المعروف عنه عامة الأخلاق الطيبة والنزعة الدينية والترابط الأسري والتكافل الاجتماعي؛ وهي الحوادث التي تتضمن قيام الأب أو الأم بقتل أولادهم أو قيام الأبناء بإزهاق أرواح أحد والديهما؛ وذلك بدم بارد.
وكان آخر الحوادث التي اهتز لها الوجدان وارتجفت لها المشاعر وتقطعت فيها القلوب هو قيام رجل بقتل والدته وزوجته وأولاده لرفضهم زواجه من سيدة أخرى، وقيام أم بقتل أولادها الثلاثة بإغراقهم في الماء، وقيام أب بقتل أولاده بإلقائهم على شريط القطار، بالإضافة إلى عدة حوادث متفرقة وعلى فترات متباعدة؛ ومنها اشتراك الزوجة مع العشيق في قتل الزوج.
وهذه الحوادث تتكرر كثيرًا سواء للانحلال الأخلاقي أو لسوء معاملة الزوج لزوجته أو تخيل الزوجة لحياة أفضل بعد وعدها العشيق بذلك.
وهذه الجرائم الحديثة والغريبة على الأسر المصرية لم تظهر وتطفو على سطح المجتمع إلا خلال السنوات القليلة الماضية، ولذا لابد على جميع المختصين من وزارة التضامن الاجتماعي ومراكز البحوث الاجتماعية والجنائية والخبراء والمتخصصين في الشأن الأسري وأساتذة الجامعات في كليات الخدمة الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني والإعلام وغيرهم بدراسة هذه الظواهر المستحدثة والتي تنذر بخطر داهم على ترابط المجتمع ووحدته وضرورة عمل حوار مجتمعي لبيان أسباب هذا العنف غير المبرر والمميت والعمل على تلافي أسبابه للحد من نوعية هذه الجرائم الخطيرة.
ويجب من البداية على الأسر الاهتمام بتربية أبنائهم التربية الدينية السوية والعمل على تحليهم بمكارم الأخلاق وتنشئتهم على الفضائل الحميدة، ومنها الإيثار وإنكار الذات وعدم الأنانية وصحوة الضمير، وأيضا لابد من عمل دورات للشباب والفتيات المقبلين على الزواج في كيفية الحفاظ على رباط الزواج ومواجهة العقبات الحياتية وخلق مساحة من التفاهم والحوار مع شريك الحياة، وكيفية التغلب على المحن والأزمات التي تعترض سفينة حياتهم.
mahmoud.diab@egyptpress.org