لقد دمعت عيناي وامتلأ قلبي بالأحزان وأنا أشاهد جثث الشهداء والمصابين من أهل بيروت وحجم الدمار والخراب من جراء الانفجار الهائل والمدوي، الذى دمر مرفأ بيروت الحيوى والرئيسى وعددا من الأحياء السكنية، مما تسبب أيضا فى تشريد نحو 300 ألف مواطن أصبحوا بلا مأوى نتيجة تصدع منازلهم، وهذا الحادث المفجع الذي ألم بهذا البلد الشقيق وأهله وأحزن كل الوطن العربى من المحيط للخليج هو كارثة إنسانية واقتصادية حلت بهذه الدولة الجميلة وشعبها المحب للحياة، والكريم والمضياف لأى زائر كما شاهدت ذلك بنفسي خلال زيارتى لها أكثر من مرة فى مهمة عمل.
وقد تسابقت معظم دول العالم وفى مقدمتها مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في إرسال مساعدات طبية وعينية لنجدة هذا الشعب المكلوم، وتخفيف آثار الكارثة عنه، كما قام المركز الطبى المصرى ببيروت بفتح أبوابه لاستقبال وعلاج الجرحى من أهل بيروت كمشاركة إنسانية ولتخفيف العبء على المستشفيات اللبنانية التى اكتظت بالمصابين، وما زال هناك الكثيرون لم يجدوا مكانا للعلاج والحصول على أدوية، وللاسف أن هذه الفاجعة جاءت و دولة لبنان تمر بأزمة اقتصادية طاحنة، بالإضافة الى الخلافات السياسية والدائمة بين طوائفه.
وإن شاء الله سوف يجتاز الشعب اللبناني هذه الكبوة، ولكن بشرط أن تتكاتف كل الطوائف وتصبح على قلب رجل واحد، وأن ينبذوا الخلافات فيما بينهم وأن تتوارى المصالح الشخصية ويكون لبنان ونهضته هو الهدف والغاية، ولابد أن يتجه الشعب اللبنانى الآن وفورا بكل أطيافه لإزالة آثار الكارثة والبدء في البناء والتعمير وليس التفرغ لتبادل الاتهامات والتشكيك وإلقاء كل طرف المسئولية على الآخر، وأن يتم ترك تحديد ملابسات الحادث ونوعه والمسئولين عنه وهل هو حادث نتيجة أخطاء فردية أو نتيجة عمل إرهابى ذلك لجهات التحقيق، وندعو الله أن يحفظ دائما الشعب اللبناني وكل الشعوب العربية وأوطانهم من كل شر وسوء.