سيظل الجيش المصري – على مر العصور – ليس مجرد أداة حرب فقط؛ بل هو مؤسسة عسكرية تعمل مع الوطن في التنمية الشاملة، وسيظل حامي الحمى لحدود مصر وصمام الأمن لشعبها من كل عدو غدار، يحاول المساس بأي ذرة من تراب هذا الوطن الغالي، وقدم الغالي والنفيس من أرواح شهدائه الأبرار ومصابيه العظام من كل الرتب دفاعا وذودا عن أرض الكنانة وحتى تكون كلمة الله هي العليا.
ولذا استحق الجيش المصري أن يطلق عليه فعلا ” خير أجناد الأرض “، كما جاء في خطبة طويلة لعمرو بن العاص – رضي الله عنه – خطبها في أهل مصر، حيث قال حدثني عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، أنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: (إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا، فذلك الجند خير أجناد الأرض ، فقال له أبوبكر ولم ذلك يا رسول الله؟، قال: لأنهم في رباط إلى يوم القيامة).
ولقد كانت ملحمة نصر 6 أكتوبر عام 73 من الله أولا، ثم إرادة وكفاءة وتخطيط وعزيمة من الجندي المصري، الذي أراد أن يطهر أرضه المغتصبة من كل دنس والمحتلة من قبل العدو الصهيوني ، وقدم الكثير من البطولات والإنجازات العظيمة التي دحرت العدو ودمرته في ساعات وأبهرت العالم من نجاحه وانتصاره وتدميره أقوى خط دفاعي في العالم، وهو خط بارليف، ولا ننسى دوره العظيم في أحداث 25 يناير المؤسفة، حيث حافظ على حدود مصر وأمن الشعب المصري وممتلكاته من فوضى ومؤامرة الجماعة الإرهابية لتدمير الوطن.
والآن، أصبح الجيش المصري في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، يحتل المركز الأول كأقوى جيش بالعالم العربي والتاسع عالميًا، حسب تصنيفات المراكز العسكرية الدولية، وذلك من خلال التطويرات والتدريبات التي هي على أعلى درجات التميز والقوة والصلابة، وشهد طفرة كبيرة في التسليح ومنها شراء حاملتي الطائرات الهليكوبتر الميسترال أنور السادات وجمال عبدالناصر، لتمتلك مصر للمرة الأولى في تاريخها وأول دولة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا هذه النوعية من حاملات الهليكوبتر والتعاقد على 4 غواصات ألمانية الصنع لتصبح مصر أيضًا من أوائل الدول التي تمتلك هذه النوعية من الغواصات، بالإضافة إلى فرقاطات متعددة المهام والطائرات المقاتلة الحديثة مثل الرافال والمروحيات العسكرية الهجومية والميج، وإف 16، و الأواكس ، وغيرها وأنظمة الرادار الحديثة والمدرعات والدبابات وناقلات الجند المتطورة وإنشاء قواعد عسكرية متكاملة، ومنها قاعدة محمد نجيب العسكرية وقاعدة سيدي براني العسكرية، بالإضافة إلى الأسطول الجنوبي بالبحر الأحمر، والذي يضم تشكيلات جديدة من المدمرات ولانشات الصواريخ ولانشات المرور الساحلية والوحدات الخاصة البحرية.
حفظ الله أفراد الجيش المصري وقياداته وسدد خطاهم وبارك فيهم، ورحم الله الشهداء منهم وأسكنهم جناته، عما قدموه فداء لوطنهم، والدعاء بالشفاء للمصابين، وحفظ مصر وقادتها وترابها وشعبها من كل سوء ومن كل عدو يريد الشر بها.