كنب – عادل ابراهيم
قال الدكتور معتز بالله عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية، إن الاقتصاد الكوري الجنوبي يحتل مواقع متقدمة في مجالات صناعية عديدة عالميا؛ فقد جاءت كوريا في المرتبة العاشرة على مستوى العالم في عام 2019 تبعاً لإجمالي الناتج القومي، وعلى مستوى الصادرات جاءت كوريا في المركز التاسع، وأصبحت ثالث منتج لأشباه الموصلات، وسادس منتج للسيارات وثامن منتج للأجهزة الرقمية وتاسع منتج للصلب والبتروكيماويات وتحتل كوريا الجنوبية المركز 12 على مستوى العالم بالنسبة لأكبر الدول المصدرة في تجارة السلع، وتحتل المرتبة 13 بالنسبة لأكبر الدول مستوردة لتجارة السلع، وتمثل الصادرات الكورية نسبة 40% من النشاط الاقتصادي الكوري.
أوضح عبد الفتاح، خلال تقديمه برنامج “باختصار” عبر فضائية “المحور” مساء الخميس، أن “هذا التقدم الكوري يأتي بعدما خرجت كوريا من الاحتلال الياباني حتى 1948 إلى الحرب الكورية عام 1950 ثم انقسامها إلى كوريا شمالية وأخرى جنوبية بما أدى إلى تدمير معظم المنشآت الحيوية في الكوريتين وفقدت كوريا الجنوبية مصادر الطاقة ومناجم المعادن المتواجدة في الشمال، وأصبحت معظم كوريا الجنوبية مناطق واسعة من الأحراش بعد أن كانت غابات تم تدميرها بسبب الحرب الكورية”.
تابع أنه “لا يمكن فهم النجاح الاقتصادي لكوريا الجنوبية إلا بفهم ماذا حدث في الستينيات، ففي عام 1962، تولى الديكتاتور المستنير بارك تشانج هي مقاليد الحكم نتيجة انقلاب عسكري، وحكم بقبضة من حديد وظل في الحكم 16 عامًا حتى اغتياله عام 1979، ويرجع إليه الفضل في النهضة الاقتصادية الشاملة التي شهدتها كوريا الجنوبية من تصنيع ونمو اقتصادي سريع نتيجة قراره الحكيم لاتباع سياسة التصنيع للتصدير (export-oriented industrialization)، ظل تاريخه مشوبًا بظلال الديكتاتورية منذ توليه الحكم، بالإضافة إلى ما قام به من تعديلات دستورية لتعزيز سلطته وضمان بقائه في الحكم”.
وتساءل عبد الفتاح عن سر عدم نجاح مصر مثلما فعلت كوريا، رغم أنه “في الستينيات كانت هناك بعثة جاءت من كوريا الجنوبية، من أجل رؤية التجربة المصرية والتعلم منها: إحنا فين وهما راحوا فين، هما في مستوى تاني خالص وإحنا زي ما إحنا أو تراجعنا، يمكن نتقدم ونطلع لقدام إن شاء الله” حسبما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي هذا الأسبوع، مختتما: “قطعا لم ننجح مثلهم، لأننا لم نفعل مثلهم”.