يشارك رجال الأعمال في مجالات اجتماعية كثيرة إلا أن البحث العلمي ما زال بعيدَا عن اهتمامهم سواء في مراحل البحث ذاته أو في إنتاج ما وصل إليه من نتائج تظل حبيسة الأدراج أو أرفف مكتبات الجامعات أو تجد طريقها الى خارج الوطن لتنتج هناك في أكبرعملية استنزاف لثروات مصر العقلية وهو أمر من المؤكد انه يحرم الوطن من ثمرات هذه العقول والتى منها ما يحققه من مردود ما دي وما يوفره من فرص عمل لأولئك الذين سيشاركون فى صناعة المنتج إذا ما تم انتاجه في مصر.
أما بالنسبة لمراحل البحث فمن يستمع للباحثين فى الأقسام العلمية بالكليات أو بمراكز البحث المختلفة أو في معاملهم الخاصة يكتشف مدى ما يتكبدونه ماليا من مراتباتهم البسيطة فى سبيل إكمال البحث، وهي حكايات مؤلمة في مقابل حكايات أخري عن بذخ فى الانفاق على فئات أخرى من المجتمع لا تقارن بهؤلاء الرهبان في معاملهم الباحثين عن حلول لمشكلات علمية في كافة المجالات .
أقول هذا وأنا أتابع ما قام به أحد رجال الأعمال وهو الأستاذ أحمد عزت الذي قرر أن يتولى إنتاج أحد نتائج العلم في مقويات المناعة والقضاء على الخلايا السرطانية والذي ظل صاحبه لمدة عشرين عامًا يبحث عمن يبحث يخرج نتائج علمه للنور .
لم يسع الاستاذ ” أحمد عزت ” لذلك ولم يكن قد قرر ان يكون للبحث العلمي نصيب في اهتماماته الاجتماعية والوطنية وإنما جاء الامر فقد ذهب اليه العالم الدكتورمخلوف محمود ليشتري منه شقة في عمارة انشأها فبينما يتحدثون في السعر وكيفية السداد وما يتعلق بالعقد تحدث الدكتور مخلوف عرضا عن اكتشافه الذي سيضطر لتأجيل انتاجه إذا ما دفع المبلغ المطلوب للوحدة السكنية .
هنا سأله رجل الاعمال عن طبيعة هذا الانجاز العلمي وفور الوقوف على تفاصيله قرر ان يتحمل هو انتاجه وبدأت عجلة انتاج الانجاز العلمي تدور تحت اسم أوكسي فوكس ليرى النور بعد عشرين عاما من الانتظار
قلت ترى لو أن كل رجل أعمال قرر ان يتحمل رعاية بحث ما في مجال ما يختاره هو من خلا الاتصال بمراكز البحث العلمي فى المركز القومي للبحوث أو أكاديمية البحث العلمي أو مراكز البحث التابعة لوزارة الزراعة والصناعة او الكليات العلمية المختلفة ..ماذا يمكن ان يكون حال البحث العلمي في مصر وما ذا يمكن ان نقدم للعالم من خدمة علمية كبيرة خاصة واننا من أكبر دول العالم علماء فى مجال كثيرة من العلوم ؟
لا أعتقد ان رجال الاعمال سيتأخرون عن هذه الفكرة إذا ما طرحت عليهم ومن المؤكد انهم ليسوا المسئولين وحدهم عن التأخر فى مثل هذه المشاركات وإنما الامر يتعلق بالمسئولين عن مراكز البحث فلو أن هؤلاء المسئولين دعوا بشكل دوري مجموعة من رجال الاعمال فى اجتماعات يستمعون أطروحات الباحثين وافكارهم التى يزمعون البحث فيها لقام المئات منهم برعاية بعض هذه البحوث العلمية حتى الوصول الى النتائج لإنتاجها بدلا من أن تظل فى بطون الكتب الرسائل الجامعية ولتغير وجه المجتمع تاما ولتغير حال الباحثين ولزاد الاقبال على الكليات العملية كما كان في الماضي ولشتد التنافس بين النابهين في مجالاتالبحث العلمي لنري مصر كل عام تقدم للعالم كل جديد وبديع فى مختلف المجالات ..فهل نستطيع ؟ه الابتار