الفن من أهمّ ما تركه الإنسان على وجه الأرض وساعد على تطوير البشرية للأفضل، من أفكار الفنانين ظهرت الابتكارات والاختراعات التكنولوجيّة التي سهلت الحياة على الإنسان، كما ساهم بعض الفنانين بالفعل في ذلك التطوير من خلال ابتكارات مباشرة.
ومن خلال الفنون تقاس حضارات الشعوب ومدى تقدّمها، فالثابت أنّ الحضارات القديمة كان من أبرز ما تركته للبشرية هو الفنون التي تمثلت في النحت والتصوير وغيرها.
للفن دوره الهامّ في حياة الفرد حتى وإن تصوّر العكس، فتأثر الشخص بالموسيقى والرسم والأنواع المختلفة من الآداب واضح، والعديد من الأشخاص يلجؤون إلى الاستماع للموسيقى أو الغناء كوسيلة للترويح عن النفس.
يتجلى دور الفن في المجتمع في إدخاله إلى النظام التعليميّ كمادّة أساسية للتلاميذ يستخدم فيها الفن التشكيلي كمدخل أساسيّ من مدخلات المعرفة، حيث يتعلم الطالب أسس الرسم و الزخرفة عملياً ونظرياً مما يطور من مهاراته الفنية و يكسبه ذائقة للاستمتاع بالحياة.
عادة ما تقوم الفنون بدور أساسي في تهذيب النفس البشرية .. ورفع مستوى ذوق الإنسان وتنمية إحساسه بالجمال في مختلف المراحل العمرية .. بل لقد أثبت العلم أن الجنين في بطن أمه يتأثر إما بصورة إيجابية أو سلبية .. وفقاً لما يستمع إليه من الأنواع الموسيقية.. وذلك ينعكس على سلوكه وأسلوب حركته نتيجة لتلك المؤثرات الخارجية ..
وكما أن لفن الموسيقى هذا الدور وهذا التأثير .. فللأنواع الأخرى من الفنون إلى جانب الموسيقى دورها وتأثيرها على الأذواق والسلوكيات بشكل كبير .. سواء بالنسبة للأطفال والشباب أو الكبار .. وكذلك الكهول بمختلف الأعمار .
. فالفنون هي أولى الوسائل لتثقيف الشعوب وهي أداة الإنسان لإبداع الجمال .. وتقديم مظاهره التي يدركها الحس الإنساني في مختلف الأشكال .. ولهذا فهي مطلب ضروري للإنسان .. كما هو حال المعرفة لإنارة الأذهان .. وتفسير مختلف المظاهر في كل أوان ..
إضافة إلى أن الفنون تعتبر نشاطاً فكرياً وإبداعياً يسجل وعي الإنسان بالجمال وفقاً لاختلاف الأجناس والحضارات .. واختلاف الأذواق والثقافات .. وكما تقوم الفنون بتهذيب الطباع وإثراء الوجدان وصقل الشخصية .. فهي أيضاً تقوم بالعمل على نضوج عقلية الفرد وتوسيع مداركه وإثراء حصيلته الثقافية .. ولها القدرة على تشكيل سلوكيات الإنسان الاجتماعية والفكرية .. كما أن للفنون بأنواعها قديماً وحديثاً وظيفة اجتماعية وحيوية .. تثري وجدان الإنسان وتدعوه إما للتأمل أو للتفكير ..
هذه القيمة الكبيرة للفنون المختلفة جعلت الشعوب ذات الحضارة والفكر المستنير .. تقبل على تذوق تلك الفنون من خلال الاهتمام بتنمية الحس الجمالي وكذلك الإقبال الكبير على كل ما يصقل الحس ويغذي المشاعر الإنسانية .. وتلك دلائل على سمو مرتبة هذه الشعوب الحضارية .. حيث تضع الفن على قدم المساواة مع الفلسفة .. لأن كلاهما يخضع لمفعول العقل ، يتطوران مع الزمن وكلاهما من وسائل المعرفة ألا يشكل كل ذلك دافعاً للمعنيين وللجهات المعنية ذات العلاقة .. في يمن الحكمة والحضارة العريقة .. الاهتمام بهذا الشأن الذي يتعلق بتهذيب نفوس وأذواق وسلوكيات الأجيال .. سواء الشباب أو الأطفال .. وإثراء وجدانهم وصقل شخصياتهم وتنمية أحاسيسهم بالجمال ..؟ فهم نصف الحاضر ومظهر الحياة فيه .. وهم كل المستقبل وصناع الحياة فيه ..
على أي الأحوال ستظل آمالنا كبيرة في أن تنال الفنون المختلفة اهتمام تلك الجهات .. بحيث تضاف نظرياً وعملياً كدروس ونشاطات إلى المناهج الدراسية في المدارس والجامعات .. ليتهيأ لهذه الأجيال المناخ المناسب الذي يمكنها من إثراء وجدانها ومعارفها .. وتوسيع آفاق مداركها .. وذلك من خلال القدرة على تذوق الفنون وهي الميزة التي يكتسبها الإنسان بالتجربة والمران والممارسة العملية
إنّ العالم الذين نعيشُ فيهِ فِي الوقت الحالي يَعتَمِدُ على الجانِب المادّي (المال والمادّة)، والفُنون ليسَ لها أيّ علاقَةٍ بهذِهِ الجوانب فَهِيَ تعمل على إقامة توازُن بين المَظاهر الروحيّة الداخليّة للإنسان مَع الجوانب الماديّة فِي الحياةِ الإنسانيّة، فَعلى سبيلِ المثال عندما يقوم الرسّام برَسمِ لوحَةٍ فَنيّة فَهُوَ يَستَخدِمُ مَشاعِرهُ المَكبوتة ويحاول أن يوصلها مِن خلال رسمتهِ إلى العالم باستخدامِ أدوات رسم بسيطة تجعل مِن هذِهِ اللوحة ذُات قِيمَةٍ مَادِيّة، فالفن دائماً يرتبط بالإبداعِ والعبقريّة، لذلِكَ أهميّة الفنون تكمن في حياةِ الإنسان بـ:
إشباعُ الرّغباتِ الرُوحِيّة : الغَريبُ أنّنا فِي الوقتِ الحالي الجميعُ يَركُضُ وراءَ المَادّة وينسَى الجانِب الرُوحِي مِن حَياتِه فَيُصبحَ إنسانٌ بِلا مَشاعِر، وهذا الأمر للأسَف موجودٌ فِي الوقتِ الحالي، وَيَجِب أن تُشبَع الرغبات مِن خِلالِ الفنون الجميلة مِثلَ سماعِ الموسيقى، وكتابة الشعر، والعزف، إلخ… أي فن من الفنون تَجِدُ فِيهِ القُدرَةِ على إخراج أجمَلَ ما فِي داخِلِك لكي تُشبِع حاجاتُكَ الرُوحِيّة مَعِ الحِرصِ على الجانب المادّي، لأنّ كُل إنسان لَديِهِ ألم صامِت في داخله ولا يَجِب أن يبقى طويلاً، والفَن وسيلة مِن وسائِل إخراجِ هذا الألم على شَكلِ فَن.
قيمةٍ إبداعيّة فِي حَياةِ الإنسان : كُل إبداع تُبدِعَهُ اليد البشريّة يُطلَقُ عليهِ فَن طالَما يُحقّق قِيمَة جماليّة جوهَرُها الأساسي إرادَةِ الإنسان، فَعَلى سبيلِ المثال من يقوم بتصمِيمِ السيارات ويطبّقُها على أرضِ الواقع هُوَ فَن، والمصوّر، والمصمّم، والمبدع فِي العَمَل كلّ هذه الأمور هِي فنون؛ فحاول أن تَجِدَ الفن فِي حياتك لأنّ الفن يلعب دوراً هاماً فِي المَجال الذي تَعيشُ فِيه وتستطيعُ مِن خِلالِ خَيالك أن تَبنِي الحياة التي أنتَ تريدها، فالخيالُ والعَمَل هُم أساسُ الفَن والحياةِ بأكمَلِها.
فالمجتمع يؤسس التناغم في الفرد ، و الجمال يصنع من الفرد إنسانا كليا و تواصل الجمال يوحد المجتمع و هو الذي يسدل الستار على الفجاجة الفيزيائية .ويرجعه ” سولزر” إلى ملكة مختلفة عن العقل و الأخلاق و ان كانت مرتبطة بهما من خلال القيمة الخلقية للجمال . و يرى فيه ” الان” محاولة تسمو بالمتأمل إلى ا لمستوى الجمالي الذي يدرك العنصر الكلي فيما هو بشري . ويرى ” أفلاطون ” أنه يتم بالإلهام و هناك حلقة متصلة من التذوق ، ويرى ” روسو ” أن الذوق هو ذوق أكبر عدد من الناس و هو يقتضي تجميع العوامل الفيزيائية و النفسية و الخلقية و هو مستحيل بدون حكم ناجح .
ويرى ” كانت ” ويعده أكبر رد على القول الشائع لا مشاحة في الأذواق ، عندما أراد أن يكتشف الأسس الكلية المختفية خلفه، أن الذوق عنده ليس حكم وجدان ولكنه وجدان حكم و هو الملكة التي نحكم بها على موضوع ما أو أسلوب ما عن طريق الشعور بالارتياح أو عدمه دون أن يكون للمصلحة أي دخل في هذا الحكم فهو ملكة الحكم على كل ما من شأنه أن يجعل شعورنا الخالص قابلا للمشاركة من جانب الآخرين بصورة كلية عامة دون تدخل أي مفهوم من المفاهيم العقلية ، و وظيفته عملية إجماعيه لأنه يسمح لنا بأن ننقل إلى الآخرين عواطفنا الخاصة .
فالمجتمع يؤسس التناغم في الفرد ، و الجمال يصنع من الفرد إنسانا كليا و تواصل الجمال يوحد المجتمع و هو الذي يسدل الستار على الفجاجة الفيزيائية .ويرجعه ” سولزر” إلى ملكة مختلفة عن العقل و الأخلاق و ان كانت مرتبطة بهما من خلال القيمة الخلقية للجمال . و يرى فيه ” الان” محاولة تسمو بالمتأمل إلى المستوى الجمالي الذي يدرك العنصر الكلي فيما هو بشري . ويرى ” أفلاطون ” أنه يتم بالإلهام و هناك حلقة متصلة من التذوق ، ويرى ” روسو ” أن الذوق هو ذوق أكبر عدد من الناس و هو يقتضي تجميع العوامل الفيزيائية و النفسية و الخلقية و هو مستحيل بدون حكم ناجح .
ويرى ” كانت ” ويعده أكبر رد على القول الشائع لا مشاحة في الأذواق ، عندما أراد أن يكتشف الأسس الكلية المختفية خلفه، أن الذوق عنده ليس حكم وجدان ولكنه وجدان حكم و هو الملكة التي نحكم بها على موضوع ما أو أسلوب ما عن طريق الشعور بالارتياح أو عدمه دون أن يكون للمصلحة أي دخل في هذا الحكم فهو ملكة الحكم على كل ما من شأنه أن يجعل شعورنا الخالص قابلا للمشاركة من جانب الآخرين بصورة كلية عامة دون تدخل أي مفهوم من المفاهيم العقلية ، و وظيفته عملية إجماعيه لأنه يسمح لنا بأن ننقل إلى الآخرين عواطفنا الخاصة .
دكتور القانون العام
محكم دولي معتمد
وعضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان