كتبت سامية الفقى
تتسبب العدوى دائما في انتشار الأمراض، وخاصة الفيروسية والمعدية، وهو ما يعانيه العالم خلال أثر من عام مضى مع وباء كورونا، والذي مازال يلقي بظلاله على كافة الدول، ويقبض أرواح الآلاف، ويصيب الملايين، ولذلك فإن اتباع المعايير الصحيحة لتطبيق مكافحة العدوى بشكل سليم ودقيق في كافة المنشآت، هو أمر هام للغاية، وعلى رأسها المنشآت الصحية، والتي تقدم الخدمة الصحية والطبية للمرضى، ويتعرض فيها الجميع لخطر العدوى، وذلك من أجل حماية الجميع، مرضى أو مرافقين، وفرق طبية وعاملين.
وطالبت أ.د. نجوى خميس، استشاري ورئيس قسم مكافحة العدوى بمستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، أستاذ مكافحة العدوى بكلية الطب جامعة عين شمس، الجميع بضرورة اتباع معايير مكافحة العدوى، إنقاذا للأرواح من الإصابات بالعدوى الفيروسية أو غيرها، سواء كانت تنفسية أو غيرها، وهو ما تتبعه دائما سياسة مكافحة العدوى داخل مستشفى سرطان الأطفال مصر.
وأكدت على أن مفهوم معمل مكافحة العدوى، والذي يتعامل به مستشفى 57357، غير منتشر في مستشفيات كثيرة أو في دول كثيرة بالعالم، حيث يضم معامل خاصة بتطهير وأمان البيئة، وسلامة الغذاء، وأكياس الدم، والأدوية، والهواء، والأسطح، وكافة الأقسام بالمستشفى، ويتم أخذ عينات من كافة الأماكن للتأكد من مطابقتها لمعايير مكافحة العدوى، وذلك أثناء عمليات التطهير المستمرة للمستشفى، وعلى رأسها الغذاء، للتأكد من أن الأطعمة التي تم تحضيرها في مطبخ المستشفى تصل للمرضى والعاملين بجودة عالية، وغير وارد وجود أي ملوثات تتسبب في الأمراض.
ولذلك يعتبر معمل مكافحة العدوى في 57357، هو واحد من بين عدد قليل جدا في مصر والشرق الأوسط، ويعتمد في مكافحة العدوى على تطبيق الإجراءات كاملة، ومراجعتها، ومتابعتها، في إطار سياسات معينة، وأكدت على أنها تلقت تدريبا سابقا في معمل مكافحة العدوى بمستشفى كبير في باريس بفرنسا، وهو ما تعمل على غراره في المستشفى، حيث تدعم عملها بالعينات المعملية بشكل متواصل، للتأكد من عدم وجود ملوثات ضارة، سواء كانت فيروسات أو ميكروبات، أو غيرها، خاصة تلك التي تتسبب في أضرار كبيرة، حتى ولو كانت موجودة بعدد قليل.
يأتي كل ذلك لأن الأطفال مرضى السرطان لا توجد لديهم مناعة، وبالتالي فهم معرضون للعدوى في أي وقت وأي مكان، مما يتسبب لهم في مضاعفات خطيرة، ولذلك فإن 57357 ترفع شعار “منع العدوي” قبل “التحكم في العدوى”، فهذا أسهل بكثير، لأنه بمجرد دخول العدوى في أي من أقسام المستشفى، سيكون التحكم فيها صعبا، فمعنى أن المنع يحتم علينا تطبيق سياسات عزل مشددة.
مؤكدة على أنها تعلم أنواع الميكروبات التي من الممكن أن تتواجد على الأسطح في الأقسام، أو الهواء بغرفة العمليات أو غيرها في أي مكان داخل المستشفى، حيث يتم التعامل بدقة شديدة مع العينات، من حيث الوقت، ومعرفة ماذا سيتم فعله بها، وماذا نحتاج منها؟، وكيفية التصرف مع الميكروبات في حالة وجودها؟.