ابتكر العلماء كرات جوفاء من الخلايا تشبه الجنين البشري في مراحل تطوره الأولى. هذه الأجنة الاصطناعية تسمى البلاستويدات ويمكن أن تسمح للعلماء بدراسة التطور المبكر للجنين البشري والعقم وفقدان الحمل، دون إجراء تجارب على الأجنة الفعلية.
قام فريقان بحثيان منفصلان بتخليق هذه الأجنة النموذجية باستخدام طرق مختلفة، ونشر كل منهما نتائجه في مجلة نيتشر بورتفوليو.
أحد الفريقين بدأ بخلايا جلد بشري بالغ، حيث تمت إعادة برمجة الخلايا وراثيًا لتشبه خلايا الجنين. ثم قام بتنمية هذه الخلايا لتحاكي الكيسة الأريمية البشرية، وهي عبارة عن تكوين يحتوي عادةً على بضع مئات من الخلايا ويتشكل بعد أربعة أيام تقريبًا من إخصاب حيوان منوي للبويضة ثم يزرع لاحقًا في جدار الرحم.
بدأ الفريق الثاني بالخلايا الجذعية البشرية، بما في ذلك الخلايا الجذعية الجنينية والخلايا الجذعية المأخوذة من أنسجة جلد البالغين، والمعروفة باسم “الخلايا الجذعية المحفزة متعددة القدرات”. وعالج الفريق الخلايا الجذعية بمواد كيميائية، تُعرف بعوامل النمو، لجعلها تنمو على شكل كيسة أريمية.
أظهر كلا الفريقين أن الكيسات الأريمية التي صنعوها تتصرف بشكل مشابه للأكياس الأريمية الحقيقية داخل الرحم، حيث أنها تكونت كأشكال كروية مجوفة وتحتوي على ثلاثة أنواع مختلفة من الخلايا التي تشكل في النهاية أجزاء مختلفة من الجسم، كما تفعل الكيسة الأريمية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن “تنغرس” الكرات في لوح بلاستيكي، يشبه جدار الرحم البشري.
ويقول الباحثون إنه، باستخدام هذه التقنية، يمكن صنع المئات من هذه الهياكل. وسيسمح ذلك بتوسيع نطاق فهمنا للتطور البشري المبكر جدًا.
ومع ذلك، تثير التجارب أسئلة أخلاقية جادة.
دانيال سولماسي، أستاذ أخلاقيات علم الأحياء بجامعة جورج تاون يقول: “أي شخص جاد من الناحية الأخلاقية سيصاب بالتوتر عندما يبدأ العلماء تخليق هياكل في المختبر قريبة جدًا من البشر في حياتهم المبكرة”. “سيشعر بأنهم يحاولون خلق كائنات بشرية في أنبوب اختبار.”
حاليًا، أصبح لدى الجمعية الدولية لأبحاث الخلايا الجذعية (ISSCR) مبادئ توجيهية تضع حدودًا زمنية لتجارب الأجنة البشرية في المختبر، وتقييدها بـ 14 يومًا. وتهدف هذه المبادئ لمنع الجنين من النضج بعد النقطة التي تبدأ فيها خلاياه في التمايز إلى أعضاء وأنسجة معقدة. في الحمل البشري، تشكل الكيسة الأريمية المزروعة “نقطة البداية” بحلول اليوم 14، وهي علامة تشير للتحول إلى هذا التمايز. والتزم كلا الفريقين البحثيين بهذه القاعدة في تجارب البلاستويدات الجديدة.
في تقرير نُشر في فبراير 2020، ذكرت الجمعية أن مثل هذه النماذج “سيكون لها فوائد كبيرة لفهم التطور البشري المبكر، وعلوم الطب الحيوي، وتقليل استخدام الحيوانات والأجنة البشرية في الأبحاث. ومع ذلك، فإن المبادئ التوجيهية للسلوك الأخلاقي في مثل هذا العمل غير محددة بشكل جيد حاليًا “.