ليتَ قومي يعلمون؛ إنها في حالة لا مُسمَّى لها، ضغطٌ رهيبٌ مِن كل اتجاه يُسيطر على قلبها، وقلقٌ دائم يُحاوط كـ السُّورِ روحها، وطاحونة فِكر لا تكلّ ولا تملّ تسكُن عقلها، قدمٌ تتقدم، وأخرى تتراجع، تتمنى الشيء وتكرهه، تسأل عنهُ ولا تُريده، تارةً تكون اجتماعية لا مثيلَ لها، وتارةً مُنعزلة لا حُزن يعادلها، ذاكرتها تُحاربها، وماضيها يُطاردها، وخوفها مِن غدٍ قد أفسدَ يومها عليها، مُشكلتها أنَّ لا أحدَ يفهمها مهما شرحت، ولا أحدَ يكترث لأمرها إن صمتت، تشعُر وكأنها العابسة الوحيدة في الحياة إن بكت، وإن ضحكت فرُبما لتُخفي وجعًا يؤرِّقُها، تكره
أن تكون في نظر الآخرين ضعيفة، أو تلمح في أعينهم العطف والشفقة..
كُل هذا وما زالت آملة في ربها خيرا، ناظرة منهُ جبرا، طالبة منه صبرا، راجية بأن يجعل رزقها كـ قلبها الذي لا يعادله في الطيبةِ بَشر، وخُلاصة الأمر إن صدقنا عنها القول لقُلنا: حزينةٌ كعيونِ القُدس تُقاوم ،مُبهحةٌ كـ ليلة التمامِ حينَ يكتمل القمر!