مدينة متكاملة للدواء افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي بوابة كبيرة نحو الامل الاكبر ومنطقة اشعاع حيوية تبعث كل كوامن الرغبة في تحقيق مكان ومكانة تليق بمتتناسب والدور التاريخي والقدري الذي منحه الله للبلاد على كافة المستويات.
واذا كان الحلم ان يكون الدواء مصريا فالحقيقة هي ان مصر هي الدواء..ومن حقنا ان نفخر ونرفع راية الدوا مصري ومصر هي الدوا..
وما يصدق في عالم الطب والدواء تجده في كل القضايا الصغير والكبير منها على السواء .. سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وهلم جرا ..
مصر هي الدواء لكل ألم والمنقذ في كل معضلة محلية اقليمية او دولية.. هي الدوا في كل ازمة صحية واقتصادية وسياسية ولمن يتشكك او يفكر ما عليه الا ان ينظر الى الخريطة ويتأمل كل الابعاد الجيوسياسية والديموجغرافية وغيرها كل النظريات بما فيها نظريات المؤمرة تقود الى مصر ولا تستطيع ان تغفلها او تتجاهلها .. فهي المدخل والمخرج هي الملاذ الامن عندما تضطرب الامور وتعصف الانواء هي الحرز المحرز عندما تحتدم الخطوب .. هي رمانة الميزان هي ركيزة الامن والاستقرار هس مفتاح الحرب والسلام هي مركز الاشعاع الحضاري ومركز الضبط في كل صراع ايا ما كان شكله والستار الذي يخفيه ديني سياسي في محاولات فض النزاع وايقاف الصراع وعند الرغبة في التوازنات الدولية..
دائما ما يستوقفني الامر المباشر في القران الكريم..” اهبطوا مصر فان لكم ما سألتم”..ولا اتصور ان الامر قاصر على عملية الاكل والشراب المحدد في طلب القوم من سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام فاجابهم على الفور هناك في مصر لكم ما سألتم وهو بالتاكيد غير الطعام الواحد الذي زعموا وادعوا واشتكوا بانهم لن يصبروا عليه.
والطريف ان ما سألوا عنه وطلبوه من قبيل مما تنبت الارض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها هذه كلها ليست طعاما فقط ولكنها دواء ايضا ومعظم الادوية الحيوية للامراض المعضلة في العصر الحديث تاخذ مشتقاتها من هذه الاصناف وكان المصري ولا يزال يستخدمها كدواء من صيدلية الحقل الشهيرة يداوي بها امراضه واوجاعه بالليل والنهار.واطلالة سريعة على الوصفات البلدية تجد فيها العجب العجاب بما يذهل اساطين الطب في العصر الحديث.
لذلك فمدينة دوائية متكاملة بداية طريق طويل وجميل لخدمة الانسانية يستفيد من امكانيات مصر وخيراتها وكنوزها العظيمة التى تتوالى اكتشافتها مع جهود البحث العلمي الجادة والمستمرة..
من فضل الله وبركته على مصر ان جعلها اشبه بمستودع للكثير من النباتات والاعشاب الطبية وهي زاخرة بالكنوز التى تؤهلها لتكون واحة طبية للكثير من الامراض المعضلة في العالم.
وكثيرون ادركوا هذه الحقائق ويتم التعامل معها بشكل عشوائي وليس احترافيا حتى الان مستغلين الهبات الطبيعية التى عرفها الانسان وتعامل معها بالفطرة وبحكم الخبرة والملاحظة.
وفقا لدراسات المركز القومي للبحوث وعدد من الجامعات المصرية فقدتم حصر اكثر من 550 خمسمائة وخمسون نوعا من النبات الطبية ذات التأثير الحيوي التي تُستخدم مضادات للميكروبات والأكسدة من بين الاف من الانواع الاخرى كما تم حصر وتحديد عشرين منطقة عشبية في مختلف محافظات مصر غنية بالاعشاب الطبية والتى يتم تسويقها في الداخل والخارج وتستخدم معظمها في العلاجات الشعبية لكثير من الامراض بما فيها المستعصية.
ونشير هنا الى ما رصدته منظمة الصحة العالمية حيث اكدت ان هناك 80 في المائة من سكان العالم يعتمدون على الطب التقليدي أوالشعبي القائم على النباتات وأن حجم التجارة العالمية في النباتات الطبية ومنتجاتها يتعدى 62 مليار دولار..”
النباتات الطبية والعطرية في مصر أحد القطاعات المهمة بالاقتصاد الزراعي حيث تعتبر الصادرات المصرية من النباتات الطبية ومنتجاتها إحدى ركائز صادرات القطاع الزراعي ووفقا لما جاء في تقرير لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا تحتل مصرالمرتبة الرابعة على مستوى العالم في تصدير النباتات الطبية بإجمالي صادرات 85 مليون دولار سنويا وتستهدف مصر مضاعفة هذا الرقم خلال الفترة المقبلة.
لفت نظري المبادرة المهمة المستقلة التى تقدمت بها أكاديمية البحث العلمي لتمويل عدد من المشروعات لدعم تسويق وتصنيع وتصدير النباتات الطبية والعطرية في مصر معتمدة على ما يملكه المجتمع النباتي في مصر من نحو 2200 نوع من النباتات موزعة في 6 مناطق جغرافية مختلفة.
هذه المبادرة تضاف الى مشروعين مهمين موّلتهما أكاديمية البحث العلمي لحصر النباتات الطبية والعطرية في مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد لتنمية المجتمع المحلي هناك من خلال النباتات الطبية والبرية.
ومن المبشرات على هذا الصعيد ما اعلنت عنه الدكتورة حنان أمين رئيس الإدارة المركزية للمستحضرات الصيدلية بهيئة الدواء أن هناك لجنة قامت بوضع ومراجعة دراسات عشبية خاصة بـ13 نباتا طبيا بريا مصريا وهي «السنط، القيصوم، كزبرة البئر، دمسيسة، كف مريم، الشيح، كبار، سموة، حلفابر، السعد، حب اليسار، بردقوش»، وأن الدراسة العشبية «المونوجراف» الحالية تتكون من مجموعة من الأوراق العلمية التي اهتمت بتجميع معلومات مفصلة عن النباتات الطبية البرية المستخدمة في مصر.
وكلنا يعلم ان الفلاح المصري كان يستخدم بذور السنط في علاج الدوسنتاريا واوراق الصفصاف لعلاج الصداع وحلفابر لعلاج اوجاع الكلى والحصوات وغيرها والبردقوش لعلاج البرد واشياء اخرى.
ومن المبشرات ايضا ما قام به جهاز شؤون البيئة من خلال مشروع الحماية والحفاظ على النباتات الطبية بمحمية سانت كاترين جنوب سيناء بتجارب زراعة وأكثار37 نوعا من النباتات الطبية المتوطنة والمهددة بالأنقراض وذلك لمساعدة البدو والسكان المحليين ودعمهم لزراعتها كمصدر دخل جديد.
تمتلك مصر العديد من المواطن والمناخات الدقيقة التى تأوى الكثير مـن الأنـواع والمجتمعات النباتيـة مثل الجبـال السهول المنحدرات الكثبان والمسطحات الرملية السب
Megahedkh@hotmail.com