-#أما قبل..
إلى ذلك الذي أعطاني أشياءً لا تنسى..
وأخذ كل أشيائي فنسيَ..
ومضى..
دون أن يطرف له جفن..
هنيئا لك ما تركتَ..
وما أخذتَ..
-#أما بعد..
فاطمئن يا سيدي الموقر..
إنما منحناكم أشياءنا عن طيب خاطر..
وإننا..
إذ أعطيناكم ساحات قلوبنا..
حينما أعطيناكموها..
لم نكن ندري..
أنكم توصدون دون الوفاء أبوابكم..
وأننا لا نعني شيئا لكم..
وأنكم..
توزعون المصائر..
تبيعون الضمائر..
وأنكم تتقنون جيدا..
خنق النبض ودفن المشاعر..
لم نكن نعلم حينما أتينا دروبكم..
أنكم تجلدوننا-يوما-بسياطكم..
حتى يستغيث السوط من أوجاع شكوانا..
لم نكن نعلم..
أننا في رحابكم نلقى مصارعنا..
وأن الحزن سيسكن ديارنا..
يتسكع في أزقتنا..
في حواري خيبتنا..
ويمرح في شوارعنا..
هل كان الجرم يا سيدي أننا عشقناكم؟!..
أكان حراما أننا..
من واد إلى واد تبعناكم؟!..
فلم كان الهجران ردكم على جميل عطايانا؟!..
أكان عيبنا أننا على الطهر أقسمنا حينما أتيتمونا فرادى؟!..
أكان ذنبنا أننا كنا على سجايانا؟!..
اطمئن يا سيدي الذي بالنسيان قد دان..
دااااائما أبدا..
إن الحب قد يموت..أي نعم..
ببعض الحب أحيانا..
لا تبتئس..
والله لن ننسى..
ذلك القبر الذي يسكن في عمق أضلعنا..
ولن أنسى..
كم أهديتني..
على الجود..
هذا الكون خذلانا؟!..
تربت يدك..
لم أكن أعلم أن الغدر..
في عرف البعض..
قد يصير إحسانا..
و..
صمت القلم..
ويبقى الجرح نازفا أبداً..
لا يسعفه رثاء..
ولا ترتقه مواساه..
وهل يبرأ جرح..
والسكين في عمق الروح تجد وتتعب؟!..
أما وقد أقنعت القلب العصي..
أن قلوب الأولياء أيضا..
تلهو وتلعب..
وأنها..
صااااادقة إلى ذلك الحد الذي..
يخيل فيه من شدة الصدق..
أنها تكذب..
لكنها تبقى صادقة جدا..
ولكن..
من يقنعني أنا الآن يا سيدي..
أن الولي بداخلك..
رغم الجنابة..
طاهر..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..