مر ثمانية أعوام على ذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة، تلك الثورة التي كتب فيها الشعب المصريّ نهاية حكم جماعة الإخوان للأبد وقطعوا السبيل على استبدادهم بحكم المصريين.
لقد كانت الدولة المصرية قبل ثورة 30 يونيو فريسة لجماعة الإخوان التي قررت اختطاف الكيان من الدولة المصرية الأبية، دون أن تكون لديها رؤية لإدارة دولة بحجم مصر، أو حتى الثقة في شركاء الوطن، واعتبروا الجميع أعداء يجب تجنيبهم والتخلص منهم
الوقت كان شاهدًا على اتساع الفجوة بين المصريين وجماعة الإخوان، تلك الجماعة التي وقعت في أخطاء سياسية ودبلوماسية وإعلامية جسيمة.
لقد كان هناك تهديد حقيقي بانهيار الدولة، وطمس الهوية المصرية، واحتمالية حدوث حروب أهلية، وانتشار الفوضى، وعدم الاستقرار الأمني والسياسيّ، وتهديد صارخ لحدود الدولة المصرية.
لكن الجيش المصريّ العظيم تنبه لكلّ ذلك وعمل على استعادة الوطن من بين أنيابهم، واستطاع النجاة بمصر، فكانت من نتائج ثورة 30 يونيو عودة الوطن إلى مساره الطبيعي وتجنيبه شرور الانقسام الداخلي، وخرجت مصر من دوائر الإحباط إلى شواطئ الأمل والرجاء.
وثورة 30 يونيو ثورة شعبية بامتياز، قام بها الشعب المصريّ بعد إدراكه أنَّ بلاده مهددة بالضياع لصالح مخططات دوليّة وإقليميّة، ثورة وقف فيها الجيش المصريّ بجانب الشعب؛ لتصحيح مسار الدولة، فتمكنا – الشعب والجيش – من استعادة الدولة المصرية بعد اختطاف جماعة الإخوان لها لمدّة عام، وأثبت الشعب المصريّ العظيم في تلك الأثناء للجميع أنَّه أكثر وعيًا مما تصور أعداؤه، وأقوى إرادة مما اعتقد من حاولوا سلب إرادته.
لقد أدت ثورة 30 يونيو إلى وجود استقرار سياسيّ وأمنيّ، وخطوات إصلاح حقيقية كبرى على المستوى الاقتصاديّ والاجتماعيّ، تحتاج مزيدًا من الوقت؛ كي يحصد الشعب المصري ثمارها، والآن هناك نظرة اقتصادية جيدة لمصر نتيجة هذه الإصلاحات الاقتصادية، أدت إلى إعادة ثقة المؤسسات الدولية بها، كما لا يمكن إغفال دور الدبلوماسية المصرية أيضًا في استعادة مصر لدورها الإقليميّ النشط، وخاصَّة في إفريقيا، ومواجهتها للدول التي تسعى في المنطقة من أجل الإفساد والتخريب، عن طريق تمويل ورعاية الإرهاب.
ومما لا شك فيه أنَّ المشهد السياسيّ بعد ثورة 30 يونيو في عهد السيد الرئيس “عبد الفتاح السيسي” شهد طفرة كبيرة في التنمية وكلّ التوقعات والمؤشرات تؤكد أنّ مصر تسير على الطريق الصحيح نحو النهضة والانطلاق إلى آفاق الدول المتقدمة خلال العشرين سنة المقبلة.
وجب في هذا المقام أن نشكر سيادته على ما يبذله من عطاء فإذا كنّا علي وعي حقيقيّ بما يقدمه سيادته كلّ يوم للدولة المصرية؛ لأدركنا مدى إخلاصه للدولة المصرية، ومدى سعيه الجادّ في الرقيّ بالمواطن المصريّ.
عميد كلية الآداب جامعة قناة السويس