انما يعجل بخياركم ..
صدمني هذا الصباح بخبر الرحيل المفاجئ والمباغت للزميل والصديق العزيز السائق احمد فؤاد..بجراج الجمهورية .. في هذه الأيام المباركة.. رحل الى الله ملبيا مكبرا.. متخيلا نفسه وروحه الهائمة في مواكب الحجيج وضيوف الرحمن في عشر ذي الحجة ..
نموذج نادر ومتميز من العاملين المحبين لكل شيء المخلصين في كل شيء .. من الشباب المتدينين بحق .. المتمسكين بإهداب الدين .. نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا ..
لم أكد أصدق نفسي فهو الذي جاءني صباح أمس لتوصيلي إلى الجريدة .. وكالعادة وفي كل مرة يوصلني كان حديثه ممتعا ..ويجبرك على احترامه والإنصات له ومحاورته لما تلمسه فيه من صدق وطيبة وحب وود أيضا ..أسئلة جادة ومتعمقة في الدين وأحوال المتدينين .. كان ملتحيا ولم يكن متزمتا أو فظا غليظا ولا متعالية بالتزامه ولا ناقما على من افرطوا ووقعوا فريسة التفريض أو قل الإهمال والتقصير ..
كان دائما على ذكر الآخرة والموت والحساب.. وافضل الاعمال والطريق الى جمع حسنات أكثر والحصول على رضا الله..
كان شديد المحاسبة لنفسه متحريا في القول والفعل باحثا عن صحة تصرف ما ومدى شريعته والعمل به ..
كثير من المرات كان يسمعني تسجيلات مختلفة تلاوات قرانيه أعجبته لعدد من المشايخ أو تسجيلات نادرة للكبار..
أمس سألنى عن شيء سمعه عن التكبير في أيام العشر وهل فعلا هو افضل من المتصدقين ..
وطوال الطريق حوار عن السنن المهجورة .. بل إننا أخذنا نكبر ونرفع أصواتنا بالتكبير ونحن في السيارة وكم كان سعيدا وفرحا وانا اكبر معه بصوت عال.. وأنا أؤكد له أن التكبير جائز في كل وقت وفي كل مكان في هذه الأيام المباركة .. عندما تصعد مرتفعا أو تهبط منخضا..
فجأة ونحن في الطريق رأى سيارة اعلانات الملصقات .. فاستأذن أن يميل نحوهم في الطريق ليسلم عليهم وإذا به يسلم على زملائه واحدا واحدا كانوا خمسة أو ستة تقريبا .. بصورة لفتت انتباهي وكانوا هم جميعا يرحبون به واحدا اهلا يا شيخ احمد .. محبة وود .. وليس تهريجا أو تصرف اهوجا مما هو مشهور بين السائقين ..
وكأنه كان يودعهم وكأنه كان يدرك الا لقاء ..
مثل هذه النماذج هي من نبكي عليها وتبكينا وفقدهم خسارة كبيرة .. لكنها رسالة من الله تعالى لنا جميعا .. كونوا على أهبة الاستعداد ليوم اللقاء .. فالساعة آتية لا ريب فيها .. وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت..
رحم الله الزميل العزيز احمد فؤاد.. رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.. والحقنا به على خير .. والهم أبناءه زوجته وأسرته الصبر..
اللهم الطف بنا فيما جرت به المقادير ونسألك يا ربنا حسن الخاتمة ..انك على كل شيء قدير..