رغم انف كورونا واي قوة اخرى خفية او ظاهرة ستظل القلوب متعلقة والهة متلهفة تهفو الى حج بيت الله الحرام.وستظل العبقرية الروحية والمادية في الحج ماثلة امام الاذهان ملهمة للمؤمنين العارفين وغيرالعارفين..محيرة لذوي العقول المتمردة واصحاب الوعي الشقي ومن اصابهم مس في وجدانهم الايماني العقيم ومن يحاولون معاندة فطرة الله وصبغته والطبيعة الانسانية السوية في الخضوع للسلطان الاعظم والعيش في كنف منهجه وظلال توجيهاته العلية والتسليم التام المطلق لارادته والالتزام بدقائق وتفاصيل كتالوج صناعة الانسان وكل مفردات وملحقات عوالمه المشهودة وغيرالمشهودة لبنى البشر وغيرهم من اجناس.وهو امر لا مفر منه لبني البشر مهما علا شأنهم حتى ولو استطاعوا اختراق الحجب!
الحج هو عبادة التسليم والاستسلام والخضوع والخشوع للخالق سبحانه وتعالى الحج هو عبادة نعم..نعم ياربي ورب كل شيء ومليكه نعم في كل شيء عرفت اسراره او لم تعرف كنت فردا عاديا ام عالما فذا اومتعالما حاكما اومحكوما ملكا اميرا وزيرا غفيرا. فانت في حضرة سامية علوية الكل فيها سواء على حقيقته ناصعة البياض اوالسواد الغني والفقير القوي والضعيف الكل مجرد من اي اسلحة يملكها ولم يبق الا سلاح واحد متاح للجميع او بمعنى ادق المسموج به للجميع لا تملك اي سلاح او ميزة للمفاضلة الا التقوى والتقوى فقط.
الحج بمفهوم العصر الحديث واهل التكنولوجيا والهاي تك واصحاب العقول المتمردة والوعي الشقي هو احد المراكز الرئيسية لا ستعادة ضبط المصنع لبني البشر هو المحطة الكبرى لمحاولة استعادة ضبط المصنع استعادة النسخة الاصلية لانسانيتك المفقودة لعقليتك السوية غير المتمردة لاستعادة الطهر والنقاء الانساني محطة التخلص من كل غش ومغشوش ودخيل على الفطرة الانسانية السوية السمحة المحبة لكل خيروجمال.
محطة القوة الهادرة لازالة كل اثار العدوان ومحاولات العبث بالفطرة الصبغة الالهية للنفس البشرية. محطة التطهير الاعظم من كل ما ران على القلب والعقل والجسم من ادران تعطل المسيرة وتشوش الرؤية وتتحالف مع كل ما يعكر صفو الحياة.
من الجميل ان نعرف ان نظرية ضبط المصنع واهمية استعادته دائما وخاصة عندما تصل الامور الى طريق مسدود وضع اسسها وكشف عن معالما سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم واكد عليها مرارا وتكرارا وبصورة اشد وضوحا في الحج قال في حديثه المشهور الذي اخرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه).وعزز القضية حين سئل لنبي صلى الله عليه وسلم عن أي الأعمال أفضل؟ فقال:(إيمان بالله ورسوله) قيل:ثم ماذا؟ قال:(جهاد في سبيل الله) قيل:ثم ماذا؟ قال:(حج مبرور).
اتصور ان المعركة الرئيسية للمصلحين والساعين للبحث عن السعادة والرفاة والرخاء وماشابه من اشياء لنصل الى مرحلة راحة البال هي معركة استعادة ضبط المصنع وهي بلا شك ضرورية لاستعادة التوازن المفقود الذي يضرب اطناب الحياة البشرية في كل مكان ولعلاج الاختلالات التى احدثت شروخا وحفرت اخاديد في علاقات بنى البشرالاقربين والابعدين.
فكم من امور في حياتنا تحتاج الى اعادة ضبط بشكل حقيقي وعلى الفور ولا تحتمل التراخي اطلاقا.
من المدهش ان يجعل الخالق العظيم عملية استعادة ضبط المصنع سهلة ميسورة للجميع متاحة دائما بلا توقف ودون حاجة لواساطة.
هناك عمليات اعادة ضبط سريعة للهفوات والزلات بشكل مفتوح اناء الليل واطراف النهار ليس بينك وبين الصانع الاصلي اي حجاب.وفوق ذلك هناك محطات موقوتة مؤقتة للضبط يوميا خمس مرات على الاقل ومرة كل فترة في المناسبات والمواسم ومرة اخرى رئيسية بمثابة” العمرة الكبرى” بفتح العين وسكون الميم- على الاقل مرة واحدة في العمر ومرات ومرات لمن استطاع الى ذلك سبيلا.
لم يكن غريبا اوعجيبا ان يتنبه غير المسلمين من المهتمين بالشأن الاسلامي والساعين الى البحث في اسرار العبادات الاسلامية والكشف عن سر قوتها الى قضية واستعادة ضبط المصنع هذه وسموها ايضا بهذا الاسم استعادة ضبط المصنع.
واعيدكم الى ما قالته القسيسة الامريكية مالين ومحاضرتها القيمة في احدى كنائس ميريلاند وخصصتها عن العبادات في الاسلام وتاثيرها على الانسان وذلك في حالة نادرة وسط اجواء الاسلاموفوبيا والحملات المسعورة للتخويف من الاسلام والمسلمين والتى ينظمها ويديرها محترفون في صناعة الفتن ونشر الكراهية والعبث بالعقول وخدمة كل اهداف التجريف من كل قواعد الانسانية ونزع انسانية الانسان.
فعندما تحدثت عن فريضة الصلاة على سبيل المثال واثرها وتاثيرها قالت القسيسة امام جمع غفير من شعب الكنيسة وكانوا في حالة من الانبهار لما يسمعون:اننا في ظل الضغوط والانشغالات بامور كثير يصيبنا التشتت والبعد عن الهدف الذي نقصده ونخطط له.فماذا نفعل حتى لا تضيع منا حياتنا الثمينة؟
تجيب نحتاج الى نضغط على زر اعادة الضبط الذي يعود بنا الى المركز الى القلب الى ما نعرف انه سبب وجودنا.
هذا الزر عند المسلمين هو الصلاة.من اجل العودة الى ما يهمنا ويلزمنا.والصلاة بالنسبة للمسلمين ليست نشاطا ذهنيا فقط بل جسماني ايضا.
وخلصت الى ان اركان الاسلام الخمسة تمدنا بنصائح عملية عظيمة من اجل حياة هادفة.ووجهت نصيحة غاليه للجميع:لا تنسوا ان تضغطوا على زر اعادة الضبط لتعودوا لاهدافكم وتستقيم حياتكم.
وكم من امور في حياتنا العامة والخاصة تحتاج لاعادة ضبط وعلى الفور وكم من اهداف نسعى ونكافح من اجل تحقيقها ونقف حائرين احيانا وعاجزين امام طرق الوصول اليها وقد نصل لبعضها بشق الانفس. ولو اننا توقفنا فقط امام المقاصد الشرعية والاهداف السامية للعبادات والفرائض الدينية لكفتنا الكثير ولفتحت امامنا مغاليق الامور ولكانت التربة مهيأة لكل خير ولفتحت علينا ابواب السماء مدرارا. في الحج فقط تجد الكثير من بوابات الدخول بسهولة وبدون تاشيرة الى الغايات العظمي والاهداف التى تسعى البشرية اليها و يتشدق الكثيرون بها.العالم اليوم مهموم ومشغول بالبحث عن سبل تحقيق الشفافية ومقاومة الفساد والتطهير والتطهر وحائر في عملية ضبطها والسيطرة عليها وكبح غول الفساد والفاسدين.هؤلاء ينسون ان الحج هو اكبر مدرسة لتعليم الشفافية وتعلم الطهر والنقاء والاخلاص.
اصحاب دعوات المساواة ومن يتمتعون بقصر نظر فائق على هذا الصعيد ولا يرون المساواة الا في قضية بين الرجل والمراة ويقلبون الطبيعة ويتحدون الفطرة حتى تسترجل المراة ويستنوق الرجل.
مبدأ المساواة يتجلى واضحاً في الحج وفيه اقوى واهم رسالة عن الوحدة بين المسلمين وضرورة نكاتفهم ومناصرة بعضهم البعض في كل مكان لتتحقق اهداف الاخوة ووعد الله فيهم.
لعل ابرز القواعد في ضبط المصنع ان يستوعب المسلمون الاشارات الواضحة في كثير من احداث الحج وما تؤسس له من ركائز لاستقامة الحياة ودوامها وفي مقدمتها ان على الأمة أن تنهض بنفسها ولا تنتظر العون من السماء إلا وهي قائمة على أمر ذاتها فلا يكفي أن تقرر أن تتغير بل يجب البدء في التغيير لتستحق العون.
وهوما تؤكده بجلاء واقعة السيدة هاجر أم إسماعيل عليه السلام وهي تبحث عن ماء فتصعد للصفا ثم تهبط لتصعد للمروة وتتم سبعة أشواط بينهما فيرسل الله عز وجل الماء من تحت قدم وليدها وقد كان قادراً سبحانه على أن ينبع الماء دون سعيها.وهذا من جميل ما قرأت من تفسير للقصة المباركة..ان الأمة لا يجب أن تتكل بل يجب عليها بذل الجهد كي تستحق معية الله ونصرته ورزقه.
قال ابن المبارك:جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاث على ركبتيه وعيناه تهملان فقلت له:من أسوأ هذا الجمع حالًا؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر لهم.
اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما انت اعلم به منا.
والله المستعان.
Megahedkh@hotmail.com