الأنظمة السابقة لم تهتم بالإنسان بالشكل الذي يليق به.. ورؤية 2030 لن تتحقق إلا بتبني منظومة تلامس حقيقة المواطنين على الأرض
اللجان النوعية المتخصصة هي عقل الحزب الذي يجب أن يكون منتبها بكل ما يدور داخل الدولة
المواطن المصري افتقد من الأحزاب التداخل والاحتضان السياسي.. والحياة السياسية الراشدة تقوم على الناس ودعم قضاياهم
الرئيس عبدالفتاح السيسي يؤطر لفكرة أن يكرم المصري في وطنه وألا نكون وطنا طاردا
قيادات الحزب يعملون بروح الفريق الواحد.. ونسعى لتقديم الخدمة للمواطنين ومتابعتها وضمان جودتها
لدينا أمانات في كل محافظات مصر.. ونستهدف الوصول لأبعد نقطة لتقديم الأفضل للمواطن المصري
التناغم العقلي والفكري كان الآساس في اختيار رؤساء اللجان وأعضائها.. ونضم قامات وخبرات سياسية كبيرة
المشهد السياسي يحتاج لكثير من الجهد والتضافر وكثير من الوعي برؤية الدولة والوقوف صفا واحداً خلف القيادة السياسية
قدرة حماة الوطن على التعاون مع جميع الأطياف والقوى السياسية «لا نهاية لها»
قد يكون ملفتاً في غضون السنوات الأخيرة، ذاك التركيز على مفهوم قد يكون دارجا لدى المواطن المصري، تردد على مسامعه كثيراً دون فحوى محتواه أو العمل على تحقيقه واقعاً، فـ«بناء الإنسان» استُخدم دائماً كديكور سياسي في أنظمة الحكم السابقة، لكنه تحول إلى واقعٍ يسعى إلى التأسيس لمواطن مصري قادر على التحدي ومواجهة المتغيرات حوله، ومن هنا لم تكن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لضرورة العمل على بناء الإنسان مجرد حديث دارج لكنه أثرى ذلك في كافة القطاعات خلال سنوات قليلة، بتوجيه مُلزم لكافة أجهزة الدولة التنفيذية لضرورة التأهيل والتعليم والتدريب، والاعتناء بكل متطلبات المصريين ليس فقط من أجل البناء لكن لكي يعيشوا حياة كريمة تعكسها تلك الجهود الحثيثة التي تسعى لتقديم كل ما هو ذا جودة لتحسين الخدمات المقدمة لهم.
تلك المنظومة التي تعمل عليها الدولة وتسعى إلى تحقيقها، على الدوام، القيادة السياسية، انعكست على طريقة عمل الأحزاب السياسية في مصر، لاسيما الفاعلة منها، وفي القلب منها حزب حماة الوطن، الذي أجرى هيكلة كبيرة مؤخرا، ببنية جديدة وقوام يتسق مع متغيرات المرحلة وتحقيق تلك الرغبة الجامحة في تغيير حياة المصريين، بوجود قيادات شابة قادرة على قيادة الأمور داخل كيان حزبي ومؤسسي كبير كحزب حماة الوطن، أحد الأحزاب التي خرجت من رحم ثورة 30 من يونيو.
قوام التغييرات الأخيرة التي طرأت على حزب حماة الوطن، ورؤية حول المشهد السياسي والحزبي المصري، وكذلك دور اللجان النوعية المتخصصة، وآلية التعاون مع جهات الدولة التنفيذية، وغيرها من الملفات طرحتها «بوابة الأهرام» في معرِض حديثها مع الدكتور عمرو سليمان، المتحدث الرسمي باسم حزب حماة الوطن، وأمين عام أمانة اللجان النوعية المتخصصة، فإلى نص الحوار…
دكتور عمرو.. نبدأ من حيث انتهت الأمور داخل حزب حماة الوطن ولاسيما تلك التغييرات التي طرأت داخل الأمانة العامة للحزب وكذلك أمانات المحافظات.. وبالتالي هناك عملية إحلال وتجديد تحدث داخل الأمانة المركزية من وجوه جديدة واستحداث عدد من اللجان.. ماذا يحدث داخل حزب حماة الوطن في الأشهر الأربعة الأخيرة؟
حماة الوطن حزب مدني مصري أنشئ الحزب علي قامات كبيره وبعض الشخصيات الهامه والسابق توليها وظائف متعددة بمؤسسات الدولة الوطنية، منذ عام 2014، لكن مع التغيير السياسي الأخير داخل الدولة وداخل رؤية الدولة في كيف نفكر في المرحلة المقبلة؟، كان يجب أن يكون هناك فكر مختلف في الساحة السياسية فأصبحت الضرورة لهذا الإحلال والتغيير يجب أن تتماشي مع رؤية الدولة.
ورؤية الدولة ليست فقط قائمة علي ممارسة العمل السياسي ولكن قائمة على بناء إنسان مصري قوي يواجه القادم والأنظمة السابقة لم تهتم بالإنسان بالشكل الذي يليق به، والإنسان هو ركيزة بناء أي شيء، صناعة وتعليم وصحة واقتصاد، وبالتالي الإهمال للإنسان يتسبب في فشل أي منظومة وفي كافة المجالات ولذلك فإن توجهات القيادة السياسية نحو بناء الإنسان هي التوجهات الأهم الأن في الجمهورية الجديدة .
فكان يجب أن يكون حزب حماة الوطن إسم على مسمى، فإن حماية الوطن ليست فقط الآن، فحماية الوطن مستقبلا أيضا، ونقدم لهذه الحماية كل ما نستطيع من جهد في فكر إقتصادي وتعليمي وسياسي ويأتي على أولويات كل ذلك صحة المصريين فالعقل السليم في الجسم السليم، وكل ما نستطيع .
وهذا أصبح يدخل في التغيير الهيكلي بصفتكم أميناً للجان النوعية المتخصصة وتدشين لجان جديدة.. لكن يبقى السؤال في أن البعض يتصور أن اللجان المتخصصة توازي الأمانات أو أن هناك ثمة خلط في التخصص قد يحدث.. ما تقييمك لذلك؟
في الحقيقة لا يوجد خلط في الاختصاصات بين الأمانات واللجان المتخصصة، واللجان النوعية هي عقل الحزب وعقل الحزب يجب أن يكون منتبها بكل ما يدور داخل الدولة، وبناء عليه، لا أستطيع إغفال أين يذهب عقل الدولة في صناعة التكنولوجيا أو الصحة أو الطاقة ومستجداتها وصناعات الطاقة النظيفة، وأين يذهب عقل الدولة في حياة كريمة وجودة حياة المصريين، فالأمر ليس قائماً على أنها لجان متفردة تغرد خارج السرب، أبدا، هي لجان تمثل وظائفها عقل الحزب الواعي.
كمثال مثلاً.. ما هو الاختلاف بين أمانة الصحة ولجنة الصحة؟
لجنة الصحة قائمة علي دراسة ملفات الصحة الشائكة والهامة، مثلاً إحدى الملفات الهامة داخل الصحة هي تعليم الأطباء، فالطبيب هو روح منظومة الصحة وكل من يعاون الطبيب من تمريض وفنيين أشعة وفنيين علاجيين وفنيي معامل، فإن لم يكن الاهتمام بتعلم هؤلاء على أكمل وجه، فمنظومة الصحة لن تكتمل، وبالتالي يحتاج الحزب إلي عقل واع في الصحة يدرس في عمق العمق، ويدرس ما تحتاجه الصحة المصرية من بناء الإنسان الذي يمثل الأصل في بناء المنظومة وقياسا عليه لجنة الصناعة والطاقة والنقل وكل صناعات الدولة.
ورؤية 2030 لن تقوم إلا بالتبني لمنظومة من الدراسة الواعية المنظمة والفاعلة على الأرض التي تلامس حقيقة الناس في الشارع، ولن نواجه الناس بالكتاب، فالناس يحتاجون إلي شيء ملموس، فمثلاً في زمن كورونا أكدت الدراسات أن الانبعاثات الكوربونية والتغير المناخي يؤدي إلي تغيير سلوكيات الناس في إستخدام الطاقة، وبالتالي فإن لجنة الطاقة منوط بها دراسة احتياجاتي من الطاقة النظيفة وماذا نفعل وكيف نوفر هذه الاحتياجات؟ والنصائح الموجهة للناس، ومن ثم فإن ماتضفيه هذه اللجان من عمق في تخصصات كثيرة تساعد الدولة على النهوض أكثر وأكثر على النهوض في تحقيق رؤية 2030 وبناء عليه تحقيق صالح هذا الوطن من صناعة حاضر قوي ومستقبل أقوى.
لكن هذه الرؤية تضفي عليكم نوعاً من التحديات أو العبء الأكبر ذلك لأن رؤيتكم تلك تسعى لتغيير المفهوم الحزبي الدارج عند المواطنين والمتعلق بأن الأحزاب أو بعض الأفراد داخلها لا يسعون إلا لتحقيق مصالح شخصية وأنهم بعيدون تمام البعد عن الشارع المصري ولم يقدموا روشتة علاج لمشاكل المواطنين بالشارع المصري.. فكيف ستحققون ذلك؟
كان السؤال الأهم هو ما الذى افتقده الإنسان المصري من أحزابه السياسية؟، وأرى أن المواطن المصري افتقد التداخل والاحتضان السياسي، والاحتضان السياسي هنا معناه أن العمل في السياسة يحتاج إلي تداخل مع رجل الشارع، فالدولة في عمق الفقر تذهب إلى حياة كريمة، وبالتالي لابد أن أكون موجوداً مع الدولة بل قبل ذلك، إذن كوني أقوم ببناء حياة سياسية وراشدة في هذه الدولة فيجب أن يشعر بها هذا المواطن لأنه قضيتي، عليه أن يشعر بي وأن أكون موجوداً، وإن لم أكن موجوداً فأنا غير موجود بالسياسة، وبالتالي تحول إلى شيء نفعي لا يسمي بالسياسة.
السياسة أن نسوس الناس وأن نقودهم إلى حياة أكثر عمقاً وأكثر جودة مما هم فيه، ولذلك الرئيس عبدالفتاح السيسي يؤطر لفكرة أن يكرم المصري في وطنه وألا نكون وطنا طاردا، فعلى سبيل المثال المشروع القومي لتأهيل وتبطين الترع وما أحدثه من تغيير الهوية البصرية للفلاح الذي لم نكن نهتم به، الدولة الآن تقول له أنا معك ومصاحب لك، وعندما يجد من حزبي ما يقدم له من توعية كافية بأن الدولة تقوم بهذه المصارف المائية من أجل كذا وكذا، أو أن نمد يد العون له من أجل أن يتدرب ويتعلم هذا يمثل إضافة.. إذن هنا يكمن المفهوم الحزبي وصناعة الحياة السياسية في مصر والتى كانت تحتاج إلى أن تذهب برسالة واحدة إلى رجل الشارع وهي أننا معك وأنك محتضن في العمل السياسي.
وبالتالي هذا يتطلب منكم جهداً كبيراً في الوصول إلى أبعد نقطة في مصر كما يأمل حزب حماة الوطن.. فهل أنتم في الطريق إلى تحقيق ذلك؟
نحن لدينا أمانات في جميع محافظات الجمهورية ونسعى للوصول إلى أبعد نقطة بأنحاء الوطن، وعلى قدر الإمكان في خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، ورغم قصر المدة، لكن ما تحقق على أرض الواقع كم كبير من الإنجازات نجحت في تحقيقه قيادات الحزب، وهنا أثمن حالة العمل الجماعي كفريق واحد، وهذا أمر لا أدعيه ولكنها الحقيقة، بدءاً من الفريق جلال الهريدي، رئيس الحزب، والفريق أسامة الجندي، نائب رئيس الحزب، واللواء طارق نصير الأمين العام، والدكتور أحمد العطيفي أمين التنظيم، وكل الزملاء من قيادات الحزب، فهناك حالة من التناغم وإنكار الذات بين الجميع فإن حب الوطن يجمعنا تحت رايته وفريق العمل يعمل لصالح الدولة وهذا التحدي وهذا الكم من العمل والطموح لدينا يجب أن يلمس رجل الشارع، وأن نكون حريصين على تقديم الخدمة ومتابعتها وضمان وصولها إليه وخلق حالة من المتابعة المستمرة، ولذلك هناك حالة من التقييم للأمانات بشكل عام حتى الأمانات التي دخلت ضمن التعديلات الأخيرة لأن التقييم ضمن جزء من استمرارية أي مؤسسة وجودة آدائها .
ما هي معايير الاختيار التي وضعها أمين اللجان النوعية المتخصصة لرؤساء اللجان وأعضائها؟
المعايير كانت كثيرة، ولكن يبقى الأهم فيها التناغم العقلي والفكري بين أفراد اللجان جميعا، لوجود كم كبير من خبرات وكفاءات هذا الوطن في هذه اللجان فأنا لا أستطيع إحصائهم، نظراً لما يملكوه من خبرات سياسية وممارسة سياسية لم تحدث في تاريخ مصر، فكل لجنة يتولى رئاستها قامة من قامات مصر الوطنية الرفيعة التي لا أستطيع أن اصف قدراتهم وإلمامهم وشموليتهم في تخصصاتهم ولا أستطيع أن أقول أسماء واكتفى بأن أؤكد لك أنهم قامات كبيرة.
هل انتهيتم من تشكيل اللجان؟
ينقصنا بعض اللجان وهي لجان مهمة ونحن في الطريق للانتهاء منها قريباً.
الدكتور عمرو سليمان في حديثه للزميل محمد الإشعابي
ما تقييمك للمشهد السياسي في مصر؟
يحتاج لكثير من الجهد والتضافر وكثير من الوعي برؤية الدولة والوقوف صفا واحداً خلف قائد لهذا الوطن له رؤية سبق بها الكثير والكثير .
بين هذا الكم الكبير من الأحزاب السياسية كانت هناك مطالب بالاندماج تحت كيان حزبي قوي سيؤدي إلى تقوية الحياة السياسية.. ما تقييمك لهذا الطرح؟
الإندماج قد يكون حلا فهو طرح من الشارع السياسي وكبار الساسة في الدولة وهناك حلول قد تطرح في المستقبل ولا أستطيع أن أفند ما هو أكثر أهمية فيها، لكن في المجمل التعاون بين الكيانات السياسية مطلوب وشديد الأهمية، وحماة الوطن كانت له تجربته الأخيرة مع حزب مستقبل وطن في ملف الغارمات وكانت تجربة حققت نجاحاً هائلاً وكذلك تقديم المساعدات للأشقاء في غزة.
وفي هذا التعاون لم يتعامل حزب حماة الوطن بمنطق أنه يجب أن يكون مستقلا، ولكنه جزء من نسيج الحياة الحزبية المصرية، ولذلك حماة الوطن قدرته على التعاون مع جميع الأطياف والقوى السياسية قدرة لا نهاية لها، وهذا التحالف في خدمة الوطن، لأنه في النهاية تبقى مصر، وكلنا زائلون ويبقى هذا الوطن.
تتحدثون عن رؤى عميقة في الكثير من الملفات داخل اللجان النوعية المتخصصة.. وهذا الأمر يتطلب حلقة وصل لتنفيذ هذه الآلية وتصديرها وتحقيقها.. ماهي الآلية التي ستستخدمونها في السبيل لتحقيق ذلك؟
هناك آليات كثيرة منها الهيئة البرلمانية وبروتوكولات التعاون مع الوزارات وأجهزة الدولة، وهذا حدث مع وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، وكذلك مع وزير الشباب والرياضة، فهذه الملفات آلياتها كثيرة وليست محصورة على الهيئة البرلمانية فهي إحدى الوسائل وهناك وسائل كثيرة لدعم ما تخرجه اللجان النوعية من دراسات وأفكار لتحسين جودة حياة المصريين وبناء الإنسان المصري.
ماهي الرسالة التي تحب أن توجهها للرئيس السيسي والمصريين وقيادات حزب حماة الوطن؟
للرئيس عبدالفتاح السيسي أحب أن أقول له: أعانك الله ونحن خلفك دعماً لك وعلى عهدنا معك أن نبني إنساناً مصرياً قوياً يكمل على الدوام لا يهتز ولا تهتز هذه الدولة ودعاؤنا له بكل خير.
وللمصريين: أقول إننا في خدمتكم ما استطعنا كي تشعروا أنكم داخل وطنكم مكرمون وهذا هدفنا هو أن يكرم المصري في وطنه ويظل كريماً.
لقيادات حزب حماة الوطن فرداً فرداً: أعانكم الله جميعاً على هذه المسئولية التاريخية ولا أستطيع أن أشكرهم ولكن أؤازرهم وما مضى من أربعة أشهر لم يكن إلا بداية لمستقبل لهذا الوطن، دمتم جميعاً كقيادات بحق حماة للوطن وكما نقول دائمًا “معاً نحميه معاً نبنيه”.
نقلا عن بوابة الاهرام