سؤال سهل ومهم جدا، ولكن عند التفكير فيه يعد من أصعب وأبجديات العمل البيئي المستدام في أي قطر من العالم، لأن لكل جهة ولكل إنسان هدف في المحافظة على البيئة.
إن الحفاظ على البيئة وأستدامتها وهوإننا نحافظ على أنفسنا، ويجب أن نفكر في أجيالنا القادمة، فبعدم المحافظة على البيئة، ربما ننقرض وتنقرض البشرية، وهناك جماعات بيئية للمحافظة على الحيوانات البرية والحرية المهددة بالإنقراض وليس السلاحف فقط أو الحيتان فقط ولا يهمها أي شيء آخر في البيئة غير اهتمامها الأول.
وازداد الاهتمام العالمي بشؤون البيئة خلال الخمسين عاماً الماضية، وبالتحديد خلال السنوات العشر الماضية، إذ ساهمت وسائل الإعلام بشكل دائم في التركيز على إبراز الأمور المتعلقة بالبيئة، وبالتحديد التغيّر المناخي، مما ساعد على نقل الاهتمام بالبيئة إلى مختلف المناطق المتأثرة بالمشاكل البيئية. ونتيجة لذلك برزت على الساحة تساؤلات عديدة متعلقة بالبيئة، أهمّها على الإطلاق، التساؤل عن أهمية الاعتناء بالبيئة، وأثر ذلك على جميع مناحي الحياة، وجواب ذلك أنّ البيئة الصحية لا تعني حياة صحية لجميع الكائنات الحية فقط، بل هي ضرورة لبقاء جميع الكائنات الحية على قيد الحياة، ويُقصد بالبيئة الصحية، البيئة التي تمتاز بهواء نظيف، ومصادر غذائية آمنة، وماء نقي صالح للشرب، ومحيط نظيف.
إذن لماذا يجب أن نحافظ على البيئة وأستدامتها للأجيال القادمة ؟ أعتقد – وفي رأيي التواضع – أننا يجب أن نحافظ على البيئة للأسباب التالية:
1- نحن نعيش في هذه البيئة، فصحتها من صحتنا: فإن تلوثت البيئة وعانت من مشاكل في صحتها، فحتمًا سينعكس ذلك على صحتنا وحياتنا.
2- نحن نأكل من البيئة، فالغذاء السليم يعني صحة سليمة، والغذاء السليم يأتي من بيئة سليمة.
3- نحن نشرب الماء من البيئة، فالماء الخالي من الملوثات لن يسبب لنا أي أمراض.
4- نحن نتنفس من هواء البيئة التي نعيش فيها، فالهواء الملوث حتمًا يؤدي إلى إصابتنا وأولادنا بأمراض لا نريد أن تذكر.
5- تخيل لو قطعنا كل أشجار العالم، فهل يمكننا أن نعيش في مثل هذه البيئة؟
6- تخيل لو قضينا على كل حيوانات الأرض، فكيف يمكننا أن نعيش من غيرها؟
7- تخيل لو أننا رمينا بمخلفاتنا – دائمًا – في الشوارع والطرقات، ماذا يمكن أن يحدث في الأرض؟
8- تخيل لو أننا استهلكنا كل الموارد الطبيعية، فكيف يمكننا أن نعيش ويعيش أولادنا من بعدنا؟
9- تخيل لو أصبحت الأرض جرداء من كل شيء، والسماء لا تمطر والأرض لا تنبت، والدخان الأسود يحيط بك من كل جانب، فكيف يمكنك أن تعيش؟
10- تذكر أنك جزء من هذه الأرض وهذه البيئة، خلقنا الله لنكون جزءا وليس كل البيئة، لذلك يجب أن نحترم هذا المكان الذي نعيش فيه.
11. الاعتناء بالبيئة في المدرسة، والعمل، والمنزل، بما في ذلك المساحات الخضراء والحدائق، والحفاظ على الماء، والتخلص الصحيح من النفايات، وإعادة تدويرها إن أمكن ذلك.
12. الحد من ظاهرة تغيّر المناخ، وزيادة مرونته، والتي ستعود بفوائد صحية كبيرة على السكان، للتقليل من انبعاثات ملوِّثات المناخ قصيرة العمر كالكربون الأسود والميثان، سيقلل من تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري.
لكل هذه الأسباب يجب أن نحترم البيئة وأن نحافظ عليها، وهذه وصية أرفعها لجميع المهتمين ومحبى البيئة وعلىهم أن يوصلوها لكل من يحب. ويُمكن لجميع أطياف المجتمع بما في ذلك الحكومات والأفراد من جميع الأعمار والقدرات، المساهمة في الحفاظ على البيئة كل من موقعه، ومسؤولياته، وسلطته، ومن هذه الأمور: تقليل الاستهلاك، وإعادة التدوير، لتقليل التكاليف المادية وإثقال البيئة بالنفايات. التقليل من استخدام المركبات، والاعتماد على الدراجات أو المشي ما أمكن، من أجل تحسين جودة الهواء، والحياة، والصحة، واللياقة البدنية. الترويج والحث على تنظيف الممرات المائية والشواطئ والنظم البيئية الأخرى، واستصلاحها وإعادة إحيائها؛ لمساعدة النباتات والحيوانات على النمو والبقاء.
كاتب المقال مؤسس كلية طب بيطرى عين شمس والمشرف على وكالة الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ومشرف على تأسيس ورئاسة قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان- كلية الطب البيطرى- جامعة عين شمس و الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتجاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية