أما قبل..
وتغيرنا كثيرا..
أي نعم..
حتى تجاوزنا تلك الأشياء..
وأولئك الأشخاص الذين كنا نحترق لأجل غيابهم المؤقت بالأمس..
والغريب في الأمر..
أننا لم نعد نتألم الآن لغيابهم الدائم..
رغم علمنا اليقيني بأنه لا أدنى أمل في قطع وشائج الغياب بهم هذه المرة..
فتساوى بداخلنا الغياب ووجه الحضور القاتم..
وحلت الظلال الباهتة محل طيوف هؤلاء التي أشعلت ظلمة أزقة أنفاسنا بالحياة يوما..
والأكثر غرابة..
أننا لم نعد نحزن على ذلك الفراغ الكبير الذي تركوه وتلك الخرابات التي أحدثوها..
ولا تلك الظلمة القاتلة التي أخلفوها..
وتلك الخنادق العميقة التي شقوها بصدورنا..
وما الفرق بين عمران وعود يضج بالغياب..
ونكوص يبصرنا بالحقائق الممقوتة..
إلا كما الفرق بين الموت والموت..
مهما اختلف المسميات فالنتيجة بالنهاية واحدة..
هكذا صرنا بعد أن أنضجتنا التجارب..
موت الشغف..
الاختناق بالتعب حد الموت..
وأن تتكيء على نفسك فقط..
كل ذات نهوض..
وبعد كل خذلان..
وخيالك الظاميء لا يعلم عن الحياة إلا رسالة حزينة:-
(غدا ستكون أفضل)..
هذا إذا كان الغد على قيد الحياة يوما..
ففيم انتظارك؟!..
-#يليه..
وحيث أن الغياب قد استأثر دون جهد بمن آثرته بكلك يوما..
وقد أخذك الانتظار كل مأخذ وسحقتك جحافله منذ ذلك الفراق الأول..
منذ أن أثمر الصبر في ضلوعك مر العلاقم..
وما زلت على التتمة عازم(ا)؟!..
تبا لك..
لا تنتظر من عبرك ذاهبا إلى الوجه الآخر من الدنيا..
حيث سبقت الأحلام خطاه إليها..
رغم علمه بأنك تُسحق كلما تباعدت خطى التنائي..
وأنك تفقد روحك خلفه كل شطر ثانية..
فلو كان يألم لوجعك ما فارق..
إنه فسق المشاعر..
وكفران الحب الذي أقسم عليه بأغلظ الأيمان ذات كذب..
فكان الحنث إليك أسرع من رحيله عنك..
أسرع من حقائبه التي أعدها جيدا..
أسرع من أعذاره التي لن تنتهي..
أسرع من كل الظروف التي سيتحجج بها..
وأنها أقوى داعٍ إلى الفراق من كل رباط عاهد عليه قلبك الغافل..
أن يكفر بك اليوم من منحته البارحة كل شيء..
حتى أنه لم يعد يراك بالأصل..
فكيف سيشعر بوجع ليس بصاحبه؟!..
وباحتراق لا يكابده..
لكن الأخزى أنه من صنعه من أول ألف الخيبة..
وحتى ياء الانطفاء..
حتى آاااااخر رمق من احتمال..
تبلغك الشواهد ألا ترفع سقف توقعاتك مرة أخرى..
فهذه وحدها في العلاقات أم الخبائث..
كلهم يوما يذهبون..
أما الذي يبقى..
أنت ووجعك فقط..
حينها..
ستلعن تلك الخطى التي قادت قلبك إلى حتفه..
ستلعن صدفة كثيييييرا ما انتظرتها..
فلم تكن خيرا من ألف ميعاد كما زعموا..
ولكنها كانت القاضية..
فإياك إياك أن تزعم أن الشمس تشرق في الصباح القادم..
وتشق كبد السماء عند الظهيرة..
لأن الليل طويل يا سيدي على كل ذي ألم..
وحش غاصت مخالبه في روح من لا يجد مناصا من الندم..
إلا إلى الندم..
وهل كان غير قلبك بحلم البقاء آثم(ا)؟!..
فلتحمل وحدك وزر خطاياك..
يااااا حضرة الواهم..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..