لاقت الخطوات التى اتخذها النظام التركي تجاه مدينة فاروشا القبرصية ,ردود فعل غاضبة , حيث أدانت الولايات المتحدة وفرنسا ومصر وغيرهم تلك الممارسات التركية المستفزة ,واعتبرها عدد من الخبراء تطبيقاً لخطة الضم المتتالى لشمال قبرص فاثناء زيارة أردوغان السنوية للجزيرة أعلن الجيش التركي فتح ساحل المدنية أمام الزوار,ثم اعقبها قرار اردوغان بإعادة فتح المدينة, وهو الأمر الذى أطلق حالة من السخط بين الاوساط السياسية داخل الكونجرس الامريكي ,فيما أكدت الادارة الامريكية على إستمرار العقوبات على تركيا , وطالبت كل من الولايات المتحدة وفرنسا النظام التركي بالالتزام بإحترام القرارات الدولية ذات الصلة بوضع المدنية ,فمدينة فاروشا التى تقع شرقى قبرص مهجورة منذ نحو نصف قرن أى منذ الاجتياح التركي للجزيرة المتوسطية فى سبعينات القرن الماضي وترك سكان المدينة وكان عددهم آنذالك نحو 50 الف أماكنهم مفضلين الهجرة على الخضوع للنظام التركي , وأصدرت الأمم المتحدة ومجلس الأمن وقتها قرارات اعتبرت المدينة يجب أن تبقي خاوية ومغلقة لكون ملكيتها السياسية والعقارية تعود لدولة قبرص الشرعية الى أن يتم حل المسآلة بالطرق السلمية , وربما تعود أسباب تلك الخطوة التركية الى رغبة النظام التركي فى استخدام الوضع فى المدينة كورقة للمساومة مع القوي الغربية فى إطار تزايد التوتر المتبادل بينهما على خلفية العديد من القضايا ومنها المسألة القبرصية والتدخل فى الشأن الليبي والتدخل المشؤوم فى سوريا ودعم الجماعات الارهابية والمسلحة فى آسيا وافريقيا وأوربا , كما أن النظام التركي فى ظل تزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية الداخلية يحاول رفع وتيرة التعصب القومي داخل تركيا يحاول من خلالها كسب تعاطف الطبقات الاجتماعية والسياسية التركية المتأثرة الشعبوية القومية من خلال الايحاء بأن البلاد تواجه أزمة سياسية خارجية كبري ذات أولوية وفاعلية مصيرية ويجب على الجميع اعتبارها قضية الدولة , ومن ثم فهو يلفت الانظار عن الاخطاء التى ارتكبها نظامة سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي فى الداخل والخارج , وكسبه عداء العديد من الدول المجاورة والتورط فى قضايا إرهابية وتصفية الخصوم المعارضة .