كتب – عادل احمد
إفتتح أمس مؤتمر مستقبل ريادة الأعمال وتكريم أهم الشخصيات العربية فعالياته بكلمة ترحيبية للدكتور أنور حاميم المستشار والمدرب الدولي في التنمية البشرية و الإبتكار ورئيس مركز الإبتكار العالي بالإمارات العربية المتحدة والتي تحدث خلالها عن مشكلة البطالة التي يعاني منها الوطن العربي والتي تنعكس بالسلب على الشباب وعلى مستقبل التنمية في البلدان العربية . حيث أوضح أن ٣٠% من الشباب والشابات العرب يعانون من البطالة ، وأن ١: ٣ من خريجي الجامعات لم يجدوا فرص عمل مبيناً أن مؤشر البطالة قد قفز من ٢ مليون إلى ٢٠ مليون مابين عامي ٢٠١١و ٢٠١٥ وأن نسبة البطالة في الوطن العربي تساوي ٣ أضعاف نسبة البطالة العالمية ، كما أن نسبة النمو لا تتخطى من ٢: ٣ % بينما يجب أن تصل إلى ٦% حتى نستطيع التغلب على تلك المشكلة .
واستكمل كلمته مناشداً الحكومات بإتخاذ إجراءات واضحة وممنهجة نحو عمل آليات للإستفادة من طاقات وقدرات الشباب حتى لا تكون العواقب السلبية المترتبة على ذلك مخزية وصادمة في ارتفاع معدل الجريمة وكذلك الضياع الذي يؤدي إلى الإنحراف وتعاطي المخدرات وهجرة العقول العربية والعديد من الآثار الناتجة عن التفكك المجتمعي والأخلاقي .
وبعد أن تحدث الدكتور حاميم عن الجانب المظلم من المشكلة قام بإلقاء الضوء على جانب آخر يحمل للمجتمع إشراقة من الأمل ، حيث أشار إلى إلتفات الحكومات العربية إلى توجيه الشباب إلى عالم ريادة الأعمال وهو عبارة عن منهجية توفير إطار لكيفية تحويل الأفكار إلى مشاريع تجارية مروراً بجميع المراحل مثل التأسيس والنمو والتمويل بطرق إبداعية وفعالة مع الإلتزام بالإستمرارية والتقييم. فقد أجمع العالم الإقتصادي بأن المشاريع الصغيرة والمتوسطة توفر نحو ٨٠% من فرص العمل وتساهم بنحو ٨٠% من إجمالي الإنتاج المحلي ضارباً أمثلة لبعض النماذج من المؤسسات التي أخذت على عاتقها مهمة بناء وتنمية المجتمعات العربية كمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتي تركز على تعزيز روح الإبتكار في جميع القطاعات ،حيث تترجم الأفكار الإبداعية إلى إنجازات وأعمال ناجحة عن طريق برامج متخصصة وورش عمل في الجوانب الإدارية والتسويقية والمالية وغيرها ، وأشاد بدور جمهورية مصر العربية ومالها من أثر واضح في الإهتمام بتعزيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتي بلغت ٥٢% من إجمالي المنشآت الإقتصادية، بالإضافة إلى إستعابها ٥٥% من العمالة، وأشار إلى مشاركة وزير التجارة والصناعة المصري المهندس طارق قابيل في العديد من المبادرات التي تهدف إلى تدريب وتأهيل أكثر من ١٠٠ رائد عربي وإلى الدور الهام الذي يقوم به إتحاد الرواد العرب في الشأن ذاته ، كما ذكر تجربة اليمن في تحدي الصعوبات التي تمر بها وإطلاق مبادرات جادة بها كمبادرة مؤسسة نماء لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة مما يدل على روعة ونقاء عقول شبابها.
واختتم المستشار أنور حاميم كلمته بتوصيات هامة وهي ضرورة أن يعاد النظر في منظومة التعليم والتدريب بشقيه العملي والمهني وفهم الإحتياجات العلمية والأهلية لسوق العمل و الإهتمام بمشاركة المرأة وتفعيل دورها كونها شريك في بناء الأوطان و الإهتمام أيضاً بذوي الهمم لما لهم من دور مهم في التنمية والمشاركة في طرح وتنفيذ الأفكار الإبداعية ، كما أكد على ضرورة السعي الحثيث نحو الإبتكار وإستشراق المستقبل حتى نكون قادرين على مواجهة التحديات القادمة من التكنولوجيا وتقنيات النانو والذكاء الإصطناعي وغيرها من المبادرات المستقبلية .